الرئيس: وعدنا وأوفينا فى زمن قياسى لنهدى للعالم شرياناً إضافياً للرخاء.. والشعب يعمل فى «ظروف صعبة جداً».. وأهل الشر يحاولون عرقلة البلاد.. وكل التحية ل«أرواح الشهداء» الذين ضحوا بأرواحهم لإستقرار مصر وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، على وثيقة أمر بدء تشغيل قناة السويس الجديدة، وألقى «السيسى» خطاباً أثناء حفل الافتتاح رحب فيه بالحضور، وقال «اسمحوا لى أن أخرج عن النص وأن أتكلم كمواطن مصرى، وليس من خلال خطاب مكتوب.. مصر دولة عظيمة جداً ولها حضارة لأكثر من 7 آلاف سنة، هناك دول كثيرة فى العالم تدرّس لأبنائها الحضارة المصرية وما قدمته للإنسانية، وأقول لكم إن مصر عبر 8 آلاف سنة قدمت قيماً ومبادئ وأخلاقيات تناغمت مع الرسالات والأديان السماوية ولم تتقاطع معها». وشدد على أن مصر قدمت هدية من أجل الإنسانية والتنمية والبناء والتعمير، مشيراً إلى أن المصريين تصدّوا للفكر الذى تحول من بناء الأرض إلى حرق الأرض، وأن المصريين يقدمون للإنسانية التقدم والرخاء وليس التخريب والقتل والدمار، فضلاً عن تجديد الخطاب الدينى حتى يتناغم مع عصره «ويمكن يكون هذا الكلام ليس محسوساً الآن لكن سيظهر أثره بعد فترة». ولفت إلى أن «الشعب يعمل فى ظروف صعبة جداً أمنياً واقتصادياً»، مشيراً إلى أن الجماعات الإرهابية التى يسميها «أهل الشر» حاولت عرقلة البلاد وأن العمل لم يكن يسير فى مصر بشكل طبيعى خاصة فى ظل مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن مصر ستنتصر على الجماعات الإرهابية. وتابع «يجب أن نتأكد من أننا بفضل الله وجهد كل المصريين نستطيع أن نقدم هذا الإنجاز فى تلك المدة القصيرة» موضحاً أن قناة السويس الجديدة ليست فقط عملاً هندسياً، ولكن هناك هدف لا بد أن المصريين يشعرون أنه خلال سنة، لديهم مزيد من الثقة والاطمئنان وعدم التشكك أو الإحباط، فيما تم تنفيذه بهذا الشكل، ورد فعل الناس فى مصر على ذلك وفرحة المصريين تؤكد هذا المعنى، فالمصريون يحتاجون التأكيد لأنفسهم وللعالم أنهم قادرون». وشدد السيسى على أن القناة الجديدة هى أول خطوة من ألف خطوة مطالَبين بأن نسيرها، وأنه لن يستطيع أحد أن ينال من مصر، وأن العالم كله كان ينتظر تنفيذ هذا المشروع، موجهاً التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لاستقرار مصر؛ من الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء الذين دفعوا أرواحهم ثمناً للبشرية وليس مصر فقط. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر لكل من شارك فى مشروع قناة السويس الجديدة، قائلاً «أوجه الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة والقوات المسلحة وهيئة قناة السويس والعاملين بها وجميع الشركات واتحاد الكراكات الذى عمل وأنجز المهمة بمنتهى الكمال». وتابع فى كلمته التى ألقاها خلال الاحتفال «وعدنا نحن المصريين العالم أن نقدم القناة الجديدة، وها نحن نوفى بالوعد فى زمن قياسى لنهدى للعالم شرياناً إضافياً للرخاء وقناة تواصل تسهم فى تيسير حركة الملاحة العالمية من قوة سواعد المصريين ومدخراتهم. وأضاف: «من سيناء الغالية العظيمة فى شموخها والأهرامات العبقرية فى موقعها نستلهم منها صفحات المجد الذى كتبه الأجداد ونسطر فى صفحات المستقبل نهج مصر الخالدة الممتد بامتداد البشرية، وها هى نبوءة جمال حمدان تتحقق واقعاً جديداً يجرى متدفقاً فى القناة بعد عشر سنوات مما قاله عنها». وقال السيسى «أوجه تحية إعزاز وتقدير لشعب بلادى الذى برهن على أن عطاءه لن ينضب أبداً، يا أبناء مصر.. لقد لبيتم ما طُلب منكم وتمكنتم من جمع تمويل المشروع فى أيام معدودات، وتحية لأرواح الشهداء وأقول لهم إن دفاعكم عن وطنكم وشعبكم لم يكن فقط من أجل الدفاع عن أرض الوطن ولكن الأجيال تتعلم منكم التضحية والإيثار فلتنعموا جميعاً فى سماء الجنة». وأكد السيسى أن انطلاق حركة الملاحة البحرية فى قناة السويس وإنجازها بهذه المعدلات غير المسبوقة يحقق للشعب الكرامة والاستقرار فى ظل دولة مدنية حديثة قادرة على البناء فى شتى المجالات، وهو ما يتطلب تهيئة المناخ المناسب للعمل والاستثمار، وكانت قوات الجيش والشرطة تسعى بدأب وإخلاص فى مواجهة إرهاب أعمى فقد صوابه وأراد أن يفرض على المصريين أفكاره المتخلفة عن ركب الحضارة فكانت إرادة المصريين أقوى من إرهابه وعنفه. وشدد على أن قناة السويس تعد محوراً لانطلاق شعاع حضارى وثقافى للعالم كله وستظل مصر الملتقى الجامع للشرق والغرب مثلما كانت على مر التاريخ، وأن الشعب المصرى يعلن للعالم اليوم رسالة قناة السويس الجديدة؛ أننا ننتصر على الإرهاب بالحياة، وعلى الكراهية بالحب، بما يرتفع بمقام هذه القناة التى وضعت بصمتها على تاريخ الوجود والبشرية. ولفت السيسى إلى أن مصر ليست بلد المشروع الواحد ولا يصح أن تكون كذلك، وشعبها الشاب قادر على الإنجاز، وما افتتاح القناة إلا بداية لمشروعات جديدة، حيث تم اعتماد مخطط تنمية قناة السويس وتنمية شرق بورسعيد الذى يشهد توسعة الميناء وكذلك تطوير البنية الأساسية للمنطقة وتنمية مناطق الإسماعيلية والقنطرة والعين السخنة، وتابع: «نستهدف إنشاء مدن عالمية ومراكز لوجيستية لزيادة معدلات التبادل التجارى وجميع دول العالم ونطمح لمشاركة أصدقائنا بكافة ربوع العالم فى تحقيق حلمنا بمصر المستقبل، وإنشاء شبكة قومية للطرق واستزراع مليون فدان وإنشاء عدد من المدن للقضاء على التكدس السكانى». وأثناء حديثه شاهد الحضور عبور سفينتين فى الاتجاهين وأطلقتا الصافرات، وصفق الحضور لهذا المشهد تصفيقاً حاداً، واستكمل السيسى حديثه قائلاً «نهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وأتوجه بالشكر للجميع وأشكر الله عز وجل على إنجاز هذا الحلم الكبير ذلك الوطن العظيم الذى حمّلنى شعبه مسئولية قيادته، هذا الوطن ينتظر منا صدقاً فى النوايا وإخلاصاً فى العمل، شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساءً، مسلمين ومسيحيين». وأكد السيسى أن مصر التى استعادت إرادتها قد اختارت سبيلها وأنارت دربها وإن كانت لم تصل بعد إلى كل ما تريد فإنها عرفت ما تريد، والشعوب الحرة فقط هى القادرة على الإنجاز. ثم اختتم كلمته بقوله «بسم الله الرحمن الرحيم.. نأذن نحن عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة وتحيا مصر وتحيا المبادئ السامية والخلق والجمال». وبعد انتهاء الكلمة شاهد الحضور فلكلور أطفال ثم حفلاً فنياً. وفى بداية الحفل ألقى الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، كلمة رحب فيها بالحضور، مؤكداً أن الشعب المصرى يسطر رحلة كفاح جديدة لأجل مستقبل أبنائه. الرئيس يطلب الخروج عن نص الخطاب الرسمى.. ويؤكد: المصريون يقدمون للإنسانية التقدم والرخاء وليس التخريب والقتل والدمار وقال مميش: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر»، موضحاً أن الشعب أراد فى 25 يناير و30 يونيو فاستجاب القدر وانجلى الليل وأشرقت شمس العزة والكرامة وانكسر قيد العسف والتخلف لتنطلق مصر بفضل شباب مصر الذى التف حول قيادة جديدة، وها نحن اليوم نحتفل بأولى خطوات البناء والتعمير بأول مشروع قومى عملاق فى مصر، افتتاح قناة السويس الجديدة كهدية لمصر والعالم فى خلال عام واحد تنفيذاً لإرادة الشعب، ليضرب العاملون مثلاً فى الجدية والالتزام والانضباط، فوعدنا وأوفينا العهد وقد كان للمتابعة اليومية لكم سيادة الرئيس ودعم الشعب المصرى لنا طوال مدة المشروع أكبر الأثر فى إنجاز هذا المشروع العملاق، وكان التحدى هو هدفنا وانصهر الشعب فى بوتقة الوطنية وتماسكت العقول لتنفيذ المشروع». وتابع «مميش» «منذ تفجير الساتر الترابى لم ينقطع العمل حتى مرور أول سفينة قبل الموعد المقرر ب12 يوماً ونعدكم ونعد شعب مصر بألا نتوقف عند هذا الإنجاز، فقد كانت أوامركم أن نبدأ فى تنفيذ الحلم الثانى فى تنمية قناة السويس منذ باكر، فلا وقت للضياع، فمصر تنتظر من أبنائها وشبابها الكثير، فلنحمل جميعاً معاول البناء ونترك معاول الهدم، فمصر لن تسمح بأن تهدم ولن يحدث ذلك إلا على أجسادنا». سنبدأ فى مشروعات تنمية القناة وإنشاء مدن جديدة وشبكات طرق واستزراع مليون فدان.. ومصر ستنتصر على الجماعات الإرهابية وقال: «نوجه الشكر لصاحب الفضل الأول بعد الله فى إنجاز هذا العمل وكل من شارك فى العمل واختلطت دماؤه بمياه هذه القناة وأخص بالشكر أبطال ورجال القوات المسلحة ورجال وضباط الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والعاملين الأبطال بهيئة قناة السويس وشركاء التكريك فى المشروع والمقاولين». واختتم كلمته بقوله: «لقد كان حلماً فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا، سِرْ على بركة الله وشعب مصر معك يساندك فى كل خطواتك من نجاح إلى نجاح بإذن الله، ولا أستطيع إلا أن أقول تنفذ يافندم».
