سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدارية محمد محمود.. «الفن مالوش جنسية» مصرى وفلسطينية وأمريكية يشاركون فى ترميم اللوحة التى تؤرخ ل«25 يناير».. فوجودها أمام الحكومات سيظل شاهداً على قيام الثورة
استطاعت أن تجمع حولها جنسيات مختلفة وطبقات مختلفة، ورغم أنهم اشتركوا سوياً فى ترميمها، فإن كلاً منهم عبَّر بطريقته، حسب إحساسه بحال البلد. الشاب الأسمر علاء عوض هو أحد المشاركين فى ترميم لوحة الجرافيتى، التى احتلت مساحة كبيرة من سور الجامعة الأمريكية، وصارت من العلامات المميزة لشارع محمد محمود، وهو أيضاً أحد المشاركين فى إعادة دهانها كل ثلاثة أشهر للحفاظ عليها.. علاء جاء من محافظة الأقصر، ليعبر عن رؤيته: «اللوحة دى اتعملت فى وقت ثورة شعبية، وهى مش ملكنا، دى ملك الشعب المصرى، وفى يوم من الأيام هتبقى جزء من تراثه». علاء، المعيد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، وقف يشرح لمن حوله كيفية إجراء عملية ترميم ودهان لوحة الجرافيتى: «بعد أحداث بورسعيد واستشهاد عشرات من الشباب جئنا للاعتصام فى الجامعة الأمريكية، وخلال تلك الفترة كانت لوحات الجرافيتى على حوائط شارع محمد محمود وسور الجامعة الأمريكية هى المتنفس الوحيد لغضبنا». وجود تلك الجداريات أمام الحكومات دائما «هيفوقها».. قالها علاء.. وتابع: ربما تنسى الحكومات «إن فيه ثورة قامت»، فلن يسمح علاء وزملاؤه أن يعود فن الجرافيتى الذى ظهر فى مصر بعد الثورة إلى القمقم مرة أخرى. جدارية محمد محمود تتكون من خمس لوحات، تعبر عن الثورة منذ بدايتها وحتى أحداث بورسعيد، أبرزها لوحة «سامبو بطل شعبى»، وهو أحد المتهمين فى أحداث مسرح البالون و«الجنازة» التى وثقت أسماء شهداء حادث بورسعيد، إلا أن الحفاظ عليها كان يتم بأيدٍ عربية. فعلى بُعد أمتار قليلة وقفت «ثائرة» فلسطينية الجنسية، لتشارك فى ترميم جدارية محمد محمود التى تراها تشبه إلى حد كبير الجدار العازل الذى أقامته إسرائيل لحماية نفسها، لكنه على العكس لم يكن أكثر من سور كبير عن تاريخ الشعب الفلسطينى؛ حيث صارت صور الثوار الفلسطينيين والعلم الفلسطينى هى العلامة المميزة على ذلك السور. «ثائرة»، التى كانت تعمل بحماس شديد، لم ترَ أنها فى بلد غريب عنها، بل أكدت: «الثورة مالهاش بلد معين تنتمى له، الثورة هنا زى الثورة فى تونس، وأنا شاركت فى دهان الجدار لأنى حسيت ان الرسومات دى بقت جزء من ثقافة الشعب المصرى وتراثه ولازم يتحافظ عليها». «أبونى كلتو»، مدرس مساعد بقسم البلاغة والتأليف بالجامعة الأمريكية، شاركت فى ترميم الجدارية، ورغم لغتها الأجنبية التى لم تستطع أن تتواصل بها مع من حولها وقفت أبونى وهى تساعد أحد شباب الجامعة فى دهان أحد رسومات الجرافيتى التى أصبحت معرضاً مفتوحاً لمن يريد معرفة تاريخ الثورة المصرية.