سائقو شاحنات المساعدات: انتظرنا الهدنة لإغاثة الأشقاء في غزة

مئات الشاحنات اصطفت، صباح أمس، فى محيط معبر رفح البرى، فى انتظار تفعيل قرار الهدنة للدخول إلى قطاع غزة، فيما كانت مدينة العريش تشهد تجهيز عدد من الشاحنات بكميات من المساعدات بمخازن الهلال الأحمر المصرى اللوجيستية.
«محمود»: مصر تقف بجوار الجميع
فى تلك الأثناء، وقف سعيد محمود أمام سيارته بمعبر رفح البرى ينظر إلى بوابة المعبر شارداً بذهنه فى أحوال أشقائه الفلسطينيين بقطاع غزة، منتظراً لحظة التحرك لإفراغ شحنته فى الداخل الفلسطينى، حيث جوع الشتاء والبرد القارس: «أكثر من 5 أشهر ونحن ننتظر قرار الهدنة، واليوم الحمد لله لدينا فرحة كبيرة»، قالها «محمود» الذى يأمل فى إشارة البدء بالتحرك من المخازن إلى معبر رفح، لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين، فحمولة سيارته تضم كميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه.
يشعر «محمود» بالعزة والفخر لما تقوم به بلاده فى سبيل مساندة الإخوة طول فترة الحرب، يشير إلى العلم المصرى الذى يعلو شاحنته: «هذا العلم هو فخر وعزة لنا، علم مصر اللى دايماً تقف إلى جوار الجميع، ولا بد أن نكون قلباً وقالباً مع بعض».
فى المقابل من الجهة الأخرى، يقف محمود إبراهيم، ابن مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، ينتظر هو الآخر الضوء الأخضر لعبور المساعدات إلى غزة، «دور كبير نتمنى المشاركة فيه»، بحسب «إبراهيم» الذى أكد أن دوره فى الأشهر الماضية كان يقتصر على تفريغ حمولة الشاحنة فى مدينة العريش: «الحمد لله ربنا كتب لى أكون هنا فى رفح وأشارك بدورى كمصرى فى إدخال المعونات إلى أشقائنا فى غزة».
يؤكد «إبراهيم» أن مصر حكومة وشعباً هى الساند الأول للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه كان ينتظر قرار الهدنة منذ عدة أشهر للمشاركة فى إدخال المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة: «أنا مصرى والحمولة مصرية بالكامل، وهى هدية لأشقائنا فى القطاع ونأمل أن تُنهى الهدنة الحرب بالكامل».
«عبدالعاطى»: سنصل الليل بالنهار لإدخال المواد الغذائية
وقال إسماعيل محمد عبدالعاطى، سائق إحدى سيارات المساعدات فى معبر رفح، إنه على مدار الأشهر كان يسمع طلقات المدافع فى عمق غزة، ورغم ذلك كان مستعداً لإدخال المساعدات حال تمت الموافقة على عبورهم: «الحمد لله بدأت الهدنة وستتدفق المساعدات على مدار اليوم، ونحن سنكمل عملنا ليل نهار لإدخال أكبر قدر من المساعدات».
وأوضح «عبدالعاطى» أن الجميع يعمل كخلايا نحل منذ أسبوع لتجهيز الشاحنات، سواء فى المخازن الخاصة بالهلال الأحمر أو من السائقين والعاملين على السيارات: «أول ما سمعنا إن فيه هدنة بقينا مستعدين على مدار ال24 ساعة لإغاثة أشقائنا».