رغم أن اسمها اشتهر كثيرا في الآونة الأخيرة، وتحديدا في بدايات العام الماضي، إلا أن كثيرين لا يعرفون ماهيتها أو كيفية عملها، وربما لا يدرك كثيرون اسمها حتى.. هي "القبة الحديدية"، منظومة دفاعية إسرائيلية استطاعت بنجاح ساحق تدمير وإسقاط أغلب الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وكتائب عز الدين القسام تجاه إسرائيل. هي منظومة جوية دفاعية متحركة، تعمل أساسا من خلال إطلاق صواريخ قصيرة المدى لتدمير الصواريخ التي تُطلق تجاه إسرائيل، طورتها شركة "رافائيل" العاملة في مجال أنظمة الدفاع المتقدمة وشركة "آلتا"، وهي شركة تعمل في مجال الصناعات الجوية. كان الداعي الأساسي لتطوير منظومة "القبة الحديدية"، هو الحاجة الملحة التي ظهرت في إسرائيل لنظام دفاع يحمي إسرائيل من الصواريخ قصيرة المدى بعد حرب يوليو 2006 مع حزب الله، حيث أطلق حزب الله ما يزيد عن 4000 صاروخ "كاتيوشا" قصيرة المدى، سقطت في شمال إسرائيل وراح ضحيتها 44 مدنيا إسرائيليا. التخوف من الصواريخ قصيرة المدى دفع الإسرائيليون للتفكير في إنشاء منظومة جديدة تختص بصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم، والتي يصل مداها إلى 70 كم، ويعمل في مختلف الظروف وتشمل المنظومة جهاز "رادار" ونظام تعقب وبطارية مكونة من 20 صاروخا اعتراضيا، تحت اسم "تامير". ورغم أن الفكرة وليدة عام 2005، أي قبل اندلاع الحرب مع حزب الله حتى، إلا أنها لم تخرج للنور فعليا بعد تنفيذها إلا في النصف الثاني من عام 2010. في 3 أغسطس من عام 2005، بدأت فكرة إنشاء منظومة دفاعية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، وفي 27 أغسطس 2006، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك عامير بيرتز، أن القبة الحديدية هو مشروع هام جدا في الوقت الذي تشهده إسرائيل. بدأت التجربة الأولى لعمل منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية، في 15 يوليو من عام 2009، وفي 6 يناير من عام 2010، اكتملت تجارب إطلاق الصواريخ الخاصة بالمنظومة الدفاعية، وفي فبراير 2011، اكتملت التجربة الأخيرة قبل تحولها إلى منظومة فعلية يتسلمها الجيش الإسرائيلي لبدء ضمها إلى الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي. ويصل سعر الوحدة الواحدة من منظومة "القبة الحديدية" إلى حوالي 40 ألف دولار للصاروخ الواحد، أي ما يصل إلى 50 مليون دولار للبطارية بأكملها. ويبلغ طولها 3 أمتار، في حين أن قطرها يصل إلى 160 ملم. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة تنفيذ المنظومة الدفاعية، إلا أنها بالتأكيد تنقذ إسرائيل من خسائر تصل إلى مليارات الدولارات في حال وصول الصواريخ التي تعترضها إلى قلب إسرائيل. وفي الوقت الذي يحتد فيه الصراع والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي أنه على خلفية عملية "عمود السحاب" التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، قررت وزارة الدفاع الإسرائيلية تقديم موعد تسليم البطارية الخامسة للمنظومة الدفاعية "القبة الحديدية" شهرين، حيث تقرر تسليم المنظومة الجديدة لسلاح الجو الإسرائيلي غدا. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه تنفيذا لتوجيهات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فإنه قد تم تعزيز وتسريع العمل على المنظومة الدفاعية الجديدة في شركة "رفائيل" العاملة في مجال أنظمة الدفاع المتطورة، مؤكدة أن الشرطة استطاعت إنهاء العمل على المنظومة الجديدة، على خليفة الأحداث الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة.