«مش قادر أصدق، أمى وأختى يضيعوا منى فى وقت واحد.. عشان الحكومة سايبة عيال مش معاهم رخص يسوقوا عربيات ويدوسوا خلق الله».. بتلك الكلمات الممزوجة بالدمع والحسرة تحدث «محمد حسن» ل«الوطن» عن إحساسه المفزع بعد فقدانه والدته وشقيقته، ودهس ميكروباص طائش لهما أثناء عبورهما الطريق بالزاوية الحمراء. أحلام الحاجة «رضا» فى زيارة بيت الله الحرام، واستحقاق لقب «حاجة»، الذى يطلقه عليها أبناؤها وجيرانها، تبخرت على يد السائق المتهور، بينما جلب الحادث الشقاء إلى «ليالى» التى لم تتجاوز الثامنة من عمرها، بعد أن فقدت والدتها «حنان» وشقيقها الذى لم ير النور بعد، لتعيش الأسرة فى حالة من الصدمة والذهول. محمد حسن نجل الضحية الأولى وشقيق الثانية، قال إن والدته كانت تريد أن تفرح ب«شيماء - شقيقته الثانية» والتى كانت تجهز لحفل زفافها بعد شهر، وأن الحادث حول هذا العرس إلى مأتم، وأضاف باكياً: «أنا اتعودت إنى أوصل أمى للمستشفى للكشف على صابع رجلها المقطوع لأن عندها السكر، لكن فى اليوم ده ما قدرتش لأنى مريض، وهى راحت اشترت لى دواء من الصيدلية، وقابلتنى وبعدها مشيت مع إخواتى». أكمل محمد حديثه: «الساعة 4 العصر تقريباً حسيت إنهم اتأخروا أوى، فكلمتها أكثر من مرة لقيت واحد غريب بيرد عليا، قال لى إن مينى باص خبطها هى وأختى». التقطت «نيرمين صابر» زوجة محمد أطراف الحديث وقالت: «حماتى كانت طيبة جداً، ومن أسبوع حلمت إنها ماتت وكانت بتتكلم على طول معانا عن الفراق، وفى يوم الحادث وصتنى على زوجى».. وأكملت «هناء» نجلتها: «أمى كلمتنى قبل الحادثة بثلاث دقائق ووصتنى إنى أشترى عسل نحل من محل سكنى بالمنوفية عشان الدكتور وصاها تاكله، ما كانتش تعرف إنه مش مكتوب ليها»، فيما لم تستطع «شيرين» التى أصيبت أثناء الحادث أن تقول سوى «حسبى الله ونعم الوكيل». الحادث المأساوى بدأ عندما أطاحت السيارة رقم «س. ن. ج 751 أتوبيس رحلات القاهرة» بالمجنى عليهن «رضا عبدالعظيم إمام»، 61 سنة، ربة منزل ونجلتها «حنان حسن سليمان»، 35 سنة، وجارتها «شيرين»، 24 سنة، أمام مستشفى اليوم الواحد، مما أدى لوفاة الأولى والثانية وإصابة الأخيرة بإصابات بالغة، بينما فر السائق تاركاً السيارة مساء يوم الحادث توجه المتهم «الحسن. ك. إ»، 23 سنة مقيم بالوايلى، إلى المقدم عبدالفتاح القصاص، رئيس مباحث الزاوية الحمراء، لتسليم نفسه، إلا أن المحضر كان قد تحرر بقسم شرطة الحدائق بسب وقوع الحادث فى نطاق دائرة القسم، فتم اقتياده بواسطة أمينى شرطة وتسليمه للمقدم شريف فيصل، رئيس مباحث الحدائق، والذى قام باستجوابه حول الواقعة وإحالته للنيابة التى باشرت التحقيقات التى كشفت عن حمله تراخيص منتهية.