غابت بجسدها لكن ذكراها ظلت حاضرة بلوحاتها المعلقة فى غرفتها، كانت طفلة صغيرة تعانى من إصابتها بمرض الجلد الفقاعى، لكنها استطاعت أن تحول المعاناة إلى سعادة تشعر بها عندما تنسج بأناملها لوحات تعبر عنها. الراحلة ياسمين عمرو السمرة، أصغر رسامة كاريكاتير فى مصر، وكان الرسم بمثابة الحياة الأخرى التى تعيش فيها متناسية كل شىء حتى المرض. فى حفل تأبين ياسمين روى والدها ووالدتها حكايتها مع الرسم منذ كان عمرها 7 سنوات، حيث اكتشف والدها طبيب العيون ووالدتها هناء السادات أن رسوماتها مميزة، فشجعاها على الاستمرار بلا تدخل منهما، وقررت والدتها أن تشجعها أكثر بتقديم معارض فنية لها، تضم الرسوم التى أنجزتها. «ياسمين»، كانت تقدم رسوماتها لإسعاد الأطفال، وتخصص عائد بيع اللوحات للأطفال المصابين بالمرض الذى عانت منه، فيما عدا الرسوم التى كانت تعتبرها قريبة من قلبها، مثل رسمة البنت ذات الضفائر، التى وضعتها فى غرفتها الخاصة. «أنا عارفة أن ربنا أخد منى حاجات كتير، بس ربنا مش بينسى حد، وإن شاء الله حيعوضنى بحاجات تانية، علشان ربنا عادل.. إمضاء ياسمين». هى مضمون اللوحة التى كتبتها ياسمين قبل رحيلها ووضعها والدها على باب حفل التأبين. أقيم حفل التأبين بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها، فى ساقية عبدالمنعم الصاوى، وعلى هامشه افتتح معرض تشكيلى يضم أعمال الفنانة الصغيرة، خصص دخله لصالح مؤسسة «ياسمين السمرة لمرضى الجلد الفقاعى».