شيع الآلاف من أهالي قرية "كفر الحصر" التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، اليوم، جثمان الشهيد المجند أحمد السيد طنطاوي، 23 عامًا، الذي استشهد في تفجير عبوة ناسفة في مدرعة بالمنطقة الواقعة بين رفح والخروبة بشمال سيناء، واحتشد الأهالي بمدخل القرية، وأمام منزل الشهيد قبل وصول الجثمان؛ لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر عائلته بالقرية. وعقب أداء صلاة الجنازة على جثمان الشهيد بمسجد القرية، حمل الأهالي، الجثمان ملفوفا في العلم، وردد المشيعون هتافات تطالب بالثأر وأخرى معاديه لجماعة الإخوان الإرهابية منها، "الشهيد حبيب الله.. الإرهاب عدو الله" وطالبوا بالقضاء على الإرهاب وإعدام الإرهابيين في ميادين عامة والقصاص لجميع الشهداء . فيما انخرطت عواطف عبدالحق غنيم، والدة الشهيد في حالة من البكاء مرددة عبارات: "حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منهم" والتف حولها سيدات القرية لمواساتها، بعد إصابتها بحالة هيستيرية، جعلتها تهرول خارج المنزل وتصرخ صرخات مدوية إلى أن يغشى عليها، فيسارع الأهالي إلى إفاقتها. بصعوبة بالغة تحدثت الأم المكلومة ل"الوطن"، قائلة: "أحمد كان زهرة عمري، وكان نفسي الناس تيجي تهنيني في فرحه، مش تعزيني فيه هو كان سندي وظهري"، مشيرة إلى أن لديها ابن وابنة بخلاف الشهيد، وهما محمد، طالب بالصف الأول الثانوي، ونداء، خريجة تربية جامعة الزقازيق. وتابعت: " آخر مرة رأيته فيها كان منذ 3 شهور، وأخر مكالمة كانت أول أمس طمأننا خلالها على نفسه، وأخبرنا أنه سينزل إجازة قريبًا، و نزل فعلًا ولكن جثة." واستكملت: "أول ما عرفت إن خدمته في سيناء، كان قلبي حاسس إنه سوف يتعرض لمكروه، وكل عملية إرهابية كنت ببقي مرعوبة، ولما طلبت منه النقل في مكان تانى كان يرد : اللي أجله بينتهي مش بيفرق المكان اللي موجود فيه، وبعدين الشهادة حاجة عظيمة محدش يكره ينولها ". وطالبت والدة الشهيد، بالقصاص لنجلها، وجميع زملاءه من شهداء الجيش والشرطة والمواطنين الذين تزهق أرواحهم على يد الإرهابيين. وقال محمد ناجي، أحد أهالي القرية، إن الشهيد كان من خيرة شباب القرية وكان يتصف بدماثة الخلق، وحسن السمعة، وطالب بالقصاص لجميع الشهداء، مشيرًا إلى أن الشهيد التحق بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية فور تخرجه من كلية الحقوق، جامعة الزقازيق، وكان من المقرر أن تنتهي فترة خدمته بالجيش عقب 4 أشهر إلا أن يد الغدر والإرهاب طالته.