كان جمعة الزفتاوى يشق ظلام الليل والناس نيام قاصدا بحيرة البرلس، مصدر رزقه هو وإخوته الأربعة، بعد أن ورثوا المهنة من أبيهم الذى ترك لهم مركبين صغيرين. ورغم أن معظم وقته كان يقضيه بعيدا عن البيت لا يرى إلا السمك والماء، إلا أنه كان قريبا من مرشح بلده حمدين صباحى، الذى أحبه حبا شديدا، وواجه من أجله قوات الشرطة التى منعت الناخبين، من الإدلاء بأصواتهم فى لجان مدينة بلطيم، بتوجيهات من أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل أحمد عز فى انتخابات مجلس الشعب 2005، لكنه لم يستسلم لقرارغلق اللجان وواجه الشرطة مع زملاؤه من أنصار صباحى. كان يحلم بفوز مرشحه فى مجلس الشعب لدوره تالية بعد فوزه فى 2000 لكن القدر لم يمهله حتى يرى تلك اللحظة، بعد أن استقبل صدره رصاصة نافذة أودت بحياته على الفور عن عمر يناهز 31 عاماً، تاركا وراءه زوجة وولدين: محمد وخالد. تقول أم هاشم طاهر أحمد، 35 سنة، زوجة جمعة: "رفع حمدين صباحى قضية ضد وزارة الداخلية، يتهمها بقتل زوجى عمدا لكن لم تفصل فيها المحكمة حتى الآن، رغم مرور 7 سنوات على قتله، وموقفي من صباحى لم يتغير، حتى ولو مات زوجى من أجل فوزه لأنه "راجل كويس ما بيتأخرش عن حد، وبيجى لنا على طول وبيزور العيال كل عيد، وخصص مرتب شهرى لهم من جيبه الخاص". وأضافت: "أنا ذهبت للجنة الانتخابات فى أول يوم ووقفت فى طابور طويل جدا، لكن من أجل حمدين كله يهون. فأنا ربة منزل، لا أعمل أى عمل سوى تربية عيالى وتعليمهم. ولديّ ابني الأكبر اسمه محمد 6 ابتدائى، والأصغر خالد 3 ابتدائى". وتحدثت عن قسم الشرطة قائلةً أنه: "ارتكب جرائم كبيرة ضد المواطنين هنا قبل الثورة. لذلك بعد قيامها قام الأهالى بحرقه. وقد سعدت كثيرا بسقوط نظام مبارك والعادلى لأنهم هم الذين قتلوا زوجى، وأتمنى فوز صباحى بانتخابات الرئاسة؛ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذى "سيشفى غليلى".