أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، استعداد مصر لإرسال فرق طبية متخصصة في تطوير النظم الوقائية اللازمة لمساعدة الدول الإفريقية المتضررة من فيروس إيبولا، وذلك بتطوير النظم الصحية في تلك الدول وتعزيز قدراتها على الاستجابة السريعة للتعامل مع احتمالات ظهور المرض من جديد أو غيره من الطوارئ والأزمات الصحية إلى جانب توفير مصر مساعدات طبية في حدود 150 ألف دولار للدول المتضررة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء باسم مصر في المؤتمر الدولي لمكافحة "إيبولا" الذي افتتحه رئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانج نجويما، صباح اليوم، بمركز المؤتمرات الدولي في منطقة سبوبو بالعاصمة الاستوائية مالابو بمشاركة وفود 54 دولة إفريقية. وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء: "السيد الرئيس.. أصحاب السعادة.. الوزراء الموقرون الكرام.. زملائي وشركائي الأعزاء.. جميع السادة الحضور – السيدات والسادة.. أود بداية أن أنقل إليكم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حالت ارتباطات مسبقة دون مشاركته في أعمال القمة.. كما أتقدم بجزيل الشكر للرئيس أوبيانج وشعب وحكومة غينيا الاستوائية الشقيقة على الحفاوة وكرم الضيافة التي أحاطونا بها منذ وصولنا إلى هذا البلد الشقيق.. كما يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى رؤساء وحكومات وشعوب ليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري على التقدم المحرز على صعيد احتواء انتشار فيروس إيبولا، ونتطلع في هذا الإطار إلى إعلان خلو هذه الدول الشقيقية من الفيروس خلال الفترة القليلة القادمة.. وأود الإشادة في هذا الصدد بكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في إطار الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وغيرهما لمكافحة انتشار هذا الوباء. السيد الرئيس.. السيدات والسادة إن قمتنا المنعقدة اليوم تدلل على إيمان راسخ بمبادئ التضامن الإفريقي وبقدرة أبناء قارتنا على الاضطلاع بمسؤولياتهم للتعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجهها والتي تأتي أزمة تفشي فيروس إيبولا في مقدمتها، وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن انعكاسات هذه الأزمة لا تقتصر فقط على الدول المصابة وإنما تمتد لتهدد القارة كلها بل والعالم أجمع وتحتاج إلى تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي وتكاملها لتحقيق النتائج المنشودة. وتؤكد مصر في هذا الصدد على أهمية التحرك السريع بشكل جاد وفعال لمساندة الدول المتضررة مع أهمية أن يتضمن ذلك التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تجابهها وتشدد على ضرورة استدامة الجهود الدولية لمواجهة الوباء، خاصة فيما يتعلق بتقديم الدعم الاقتصادي للدول المتضررة بما في ذلك إسقاط الديون المستحقة عليها. إن مواجهة هذا النمط من المخاطر يستلزم مقاربات مختلفة ومبتكرة تستند إلى التعامل بين الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني وتبادل الخبرات والمعلومات والممارسات المثلى وتعزيز قدرات الدول الأكثر عرضة للتضرر من هذه الأزمات وأن يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات بالسرعة اللازمة لمواكبة التطورات المتلاحقة ذاتها، كما تبرز هذه الأزمة الصحية التي مرت بها القارة كذلك أهمية اتخاذ كافة الإجراءات الاستباقية لمواجهة مثل هذه المخاطر، وأثبتت بما لا يدع سبيلًا للشك ضرورة الإسراع في إنشاء آلية إفريقية متخصصة للإنذار المبكر للتنبؤ بالكوارث والأوبئة والتعامل السريع معها لضمان عدم تفاقمها. السيد الرئيس.. السيدات والسادة سارعت مصر إلى تقديم مساعدات طبية وإنسانية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للدول المتضررة، كما نظمت من خلال مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا، دورات تدريبية حول إدارة أزمة تفشي الوباء، إضافة إلى إطلاق آلية معلوماتية في صورة مركز لتجميع المعلومات ihub الهدف الرئيسي منها سد الفجوة المعلوماتية بين ما هو متاح لدى منظمة الصحة العالمية وما هو متاح لدى أطراف فاعلة أخرى خاصة الجهات غير الرسمية منها، وتعتبر هذه الآلية نموذجًا لحشد وتعبئة الجهود لمواجهة أزمة تفشي إيبولا وغيرها من الأزمات والطوارئ الصحية المحتملة في إطار العمل الجماعي الإفريقي. السيد الرئيس.. السيدات والسادة تعتزم مصر مواصلة دعم الدول الشقيقة الأكثر تضررًا من تفشي الفيروس، خاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل الأنظمة الصحية الخاصة بها لتمكينها من التعامل على نحو أكثر فاعلية من أية أزمات صحية قد تشهدها في المستقبل، فضلًا عن مساندة قطاعات الاقتصاد والمناطق الأكثر تضررًا في إطار دعم جهود التعافي الاقتصادي، كما ستواصل مصر دعم إنشاء المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها وتوفير الإمكانات اللازمة له للاضطلاع بالمهام الموكلة إليه. وختامًا تؤكد مصر على أهمية تكثيف جهود البحث والتطوير لإيجاد وسائل علاج وأمصال فعالة لفيروس إيبولا مع توجيه كل الطاقات والمراكز البحثية في مصر لتحقيق هذا الهدف للخلاص من هذا المرض الذي لازال يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة مواطني القارة واستعدادها لإرسال فرق طبية متخصصة لمساعدة الدول المتضررة على تطوير النظم الوقائية اللازمة، وذلك لتطوير النظم الصحية في تلك الدول وتعزيز قدراتها على الاستجابة السريعة للتعامل مع احتمالات ظهور المرض من جديد أو غيره من الطوارئ والأزمات الصحية إلى جانب قيام مصر بتوفير مساعدات طبية فورية في حدود 150 ألف دولار للدول المتضررة".