سادت حالة من الفوضى والارتباك في شارع الجلاء بوسط القاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، وصلت إلى إغلاقه أمام المارة وتوقف حركة سير السيارات تمامًا أعقبها قطع تام للمرافق المحيطة بموقع انفجار القنصلية الإيطالية، وتشكيل لجان هندسية لفحص العقارات القديمة المجاورة والمباني المحيطة للتأكد من سلامتها، بعد أن تم تحويل اتجاه المرور لشارع رمسيس. مشهد من الرعب وسط أجواء غائمة عاش تفاصيله سكان منطقة وسط القاهرة، وشاركهم فيه أهل منطقة بولاق المجاورة للقنصلية، وتأثرت المنازل والمباني، فتهشمت واجهات بعضها وتحطم زجاج الأخرى، وتناثرت محتويات المنازل، ما أدى لإصابة أهالي المنطقة بحالة من الذعر. لم يكن المواطن الخاسر الوحيد في حادث القنصلية، فقد طالت يد الإرهاب محال تجارية ومؤسسات مهمة، وصلت إلى مبنى نقابة الصحفيين، بشارع عبدالخالق ثروت بوسط القاهرة، تسببت في تحطيم زجاج بوابة النقابة، رغم بعدها النسبي عن موقع الحادث، فيما تعرضت عدة محال تجارية بالشوارع القريبة من مكان الحادث لتصدعات وشقوق. ازداد المشهد ارتباكًا بعدما أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي عن تحطم ماسورة مياه بأحد الشوارع الجانبية المتاخمة لمصنع الثلج، أثرت على العديد من الأماكن من بينها شارع 26 يوليو ومحيط مبنى ماسبيرو، أعقبها قرارًا بقطع المياه عن سكان هذه المناطق. وسارعت السلطات المسؤولة في اتخاذ التدابير اللازمة، بتكليف فريق من النيابة العامة بتفريغ كاميرات مبنى القنصلية الايطالية للوصول إلى مرتكبي الحادث، فيما كشفت المعاينة الأولية التي أجراها خبراء المعمل الجنائي، عن وجود نحو ربع طن من المواد الشديدة الانفجار "تي إن تي" داخل السيارة التي نفذت الحادث، لينضم هذا الحادث إلي قائمة التفجيرات التي تستهدف مصر منذ ذكري ثورة 30 يونيو، وحتى الآن. يذكر أن انفجارًا ضخمًا وقع في محيط مبنى القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء بوسط القاهرة، أسفر عن تدمير جزء من المبنى، وسقوط قتيل وإصابة 10 آخرين، خرج منهم 8 أشخاص بعد تحسن حالتهم الصحية، حسب ما أعلنت وزارة الصحة.