حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته، صباح اليوم، لشمال سيناء وتفقد القوات المسلحة والشرطة المدنية على ارتداء الزي العسكري، لتكون المرة الأولى التي يرتدي فيها الزي العسكري مُنذ انتخابه رئيسًا للجمهورية. واستطلعت "الوطن" آراء خبيراء للتعرف على دلالات ارتداءه الملابس العسكرية في زيارته للجنود والشرطة المدنية. وأكد اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكري والاستراتيجي، فرحة الجنود وارتفاع معناوياتهم بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم صباح اليوم هو مرتديًا الملابس العسكرية، قائلاً: "روح الجنود المعنوية في السماء.. الرئيس في وسطهم ولابس زيهم"، حيث وجه بذلك رسالة خارجيًا وداخليًا أنه وسط جنوده المنتصرين على الإرهاب. وأكد قنديل، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يزور الجنود بعد الانتصارات، ويكون وسطهم، لكن بالملابس المدنية والجنود كانت تحبه وتحترمه وترتفع معناوياتهم، مضيفًا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات في يوم 5 يونيو 1975 أرتدى ملابس العسكرية البحرية أثناء افتتاحه لقناة السويس بعد حرب 1973 ليؤكد على النصر، وأن سيناء عادت إلى مصر كاملة. وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن السادات استشهد مترتديًا البدلة العسكرية، والملك فاروق رغم طرده من مصر إلا أنه تركها مرتديًا الملابس العسكرية، متوقعًا أن يرتدي السيسي الملابس العسكرية البحرية أثناء احتفاله بافتتاح قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس المقبل لأن الرئيس يرتدي ملابسه وفقًا لاستراتيجية معينة وليس بشكل اعتباطي. وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم السبت لجنود القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء كان لها هدف نفسي وإعلامي واقتصادي، مشيرًا إلى أن ارتداء الرئيس للزي العسكري أثناء الزيارة له دلالات ورسائل عدة أولها رفع الروح المعنوية للجنود وللقوات المسلحة والشرطة. وأضاف صادق، أن الرئيس قال للجنود عن طريق الملابس العسكرية، "أنا منكم .. أنا جندي زيكم.. وعلى ثقة بكفائتكم.. وقدرتكم على النصر"، مضيفًا أن ارتدائه الزي العسكري على أرض المعركة يؤكد أنه محارب ومقاتل قوي لا يهاب الحرب قبل أن يكون رئيسًا للجمهورية. ولفت أستاذ على الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إلى أن الرئيس أراد إيصال رساله مفادها أننا انتصارنا ردًا على الهجمات الإرهابية الخسيسة التي شنتها جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية على جنود القوات المسلحة بسيناء، والمشهد أيضًا موجهًا إلى الإعلام الغربي الذي بث معلومات مغلوطة عن أعداد القتلى وعن انتصار الإرهاب على سيناء. ويرى الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن ارتداء الرئيس الملابس العسكرية في زيارته لسيناء اليوم تعكس حالة الحرب التي نعيش فيها وأنه رجلًا على قدر كبير من المعرفة والفهم لعلم النفس العسكري، مشيرًا إلى أن الزيارة بالملابس العسكرية هي لرفع الروح المعنوية للجنود البواسل الذين تصدوا للإرهاب. وأشار مجدي، إلى أن الرئيس يمارس استراتيجية "الحرب النفسية" على الإرهاب، وإشارة إلى انتصاره في الحرب وهزيمته على الأرض وهزيمته نفسيًا أيضًا، مضيفًا أن الرئيس قبل أن يكون رئيسًا كان رجل عسكريًا ويعرف أن الجنود بعد تلك الهجمات الإرهابية الأخيرة يحتاجون إلى رفع المعنويات. وأوضح استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن ارتداء أكبر قيادة في الدولة للملابس العسكرية يؤكد أنها تشارك في الحرب، ونزوله إلى موقع الهجمات انتصارًا نفسيًا وحربيًا، مشيرًا إلى أنها تؤكد على أن الهجمات الأخيرة.
