فرحة غمرت جموع الشعب المصري في ذلك اليوم، واحتفالات ملأت ميادين مصر، ملايين المصريين نزلوا إلى الميادين للمطالبة برحيل محمد مرسي الرئيس المصري في ذلك الوقت، بمشاركة الحركة الشعبية تمرد التي جمعت حوالي 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي، مظاهرات أخرى كانت مؤيدة لشرعية مرسي جابت الميادين، إلى أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في ذلك الوقت، عزل مرسي، وغمرت الفرحة جموع الشعب المصري وامتلأت الميادين بالاحتفالات. بعد الفرحة العارمة التي شعر بها المصريين في ثورة 39 يونيو وفرحتهم بعزل مرسي لم يكن من المتوقع أن تمر الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو، باحتفالات محدودة، حيث افتقدت الميادين ذلك الزخم الشعبي الذي عرفته في الثورة، وافتقرت الاحتفالات إلى الصخب الثوري الذي عرفت به في تلك الميادين التي شهدت على رحيل مرسي وكانت مسرحاً لأحداث ثورة 30 يونيو. الظروف الاقتصادية الصعبة وتوفير النفقات، إلى جانب المخاوف الأمنية واحتمالية وقوع اشتباكات مع عناصر جماعة الإخوان، كانت الأسباب التي جعلت الاحتفالات محدودة، بعد أن قررت السلطات ومعظم القوى السياسية، عدم إقامة أي فعاليات كبيرة. ولم تمر الذكرى الأولى للثورة بلا تفجيرات، فشهدت القاهرة ثلاث تفجيرات عند محيط قصر الاتحادية تزامنا مع الذكرى الأولى للثورة، أودت بحياة البعض، ما عكر صفو الذكرى، كما قام الأمن بإغلاق ميدان التحرير لتمشيطة تحسبا لوجود أي مفرقعات أخرى، ورفع حالة التأهب والاستعداد القصوى في جميع مدريات الأمن، وأمام المنشآت الحيوية، وبالميادين العامة. الذكرى الثانية للثورة والتي تصادف اليوم كانت الأكثر دموية، فبدأت باستهداف النائب العام المستشار هشام بركات الذي استشهد إثر تعرضه للاغتيال صباح يوم 29 يونيو، بعد اقتحام سيارة ملغمة موكبه في مصر الجديدة، ما أسفر عن وفاته متأثرًا بجراحه، إلى جانب انفجار عبوة ناسفة انفجرت بحافلة بها مهندسي وعمال هيئة الطرق بشمال سيناء ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 10 آخرين. أما في مدينة 6 أكتوبر، فقد انقلب "السحر على الساحر"، فتم تفجير سيارتين مفخختين بالحي الحادي عشر، منطقة 6 أكتوبر، بجوار سنتر شهير، مما أدى إلى وفاة الإرهابيين الثلاث الذين كانوا يستقلونها، فضلاً عن 3 إصابات، كما واستشهد أمين شرطة إثر قيام مسلحين بإطلاق النيران على الخدمات الأمنية المعينة لتأمين متحف الشمع بحلوان. لتمر الذكرى الثانية لثورة 30 يوينو وتتحول من ذكرى فرحة لدى المصريين إلى مصدر ألم وذكرى دم لدى من فقدوا على يد إرهاب غاشم في ذكراها.