كانت أمها مصابة بمرض فى القلب، بينما كانت هى جنيناً، ولأن استمرار الحمل يعرض حياتها للخطر، كادت بالفعل أن تجهض بناء على توصية طبيب الأم، إلا أنها فى اليوم الموعود، وقبل أن تبدأ «داية» جماعة الإخوان عملية الإجهاض، يوم 12 فبراير، جاء خبر مقتل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والدها، وهو ما أجّل إجراء العملية، بسبب انشغال الجميع بالحدث الجلل، وبعد ذلك طالب الابن الأكبر أحمد سيف الإسلام بالتراجع عن العملية، لتولد الطفلة يتيمة، وليطلقوا عليها اسم «استشهاد» لتكون الذكرى الأخيرة لوالدها حسن البنا. الدكتورة استشهاد، التى عانت طويلا من النظام السابق، الذى حرمها من العمل فى التدريس الجامعى، ومن استكمال دراستها العليا، تتحدث لأول مرة ل«الوطن»، وتفتح خزانة أسرار وخبايا جماعة الإخوان المسلمين، وكيف عانت أسرتها تحت حكم النظام السابق، وكيف ترى مستقبل مصر تحت حكم الإخوان.. ■ هل ترين أن الإخوان يسيرون على نهج الجماعة التى أسسها والدك الإمام حسن البنا عام 1928؟ - أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ساروا على نفس المنهج الذى أسسه البنا، لكن الملاحقات الأمنية كانت تعيقهم بعض الشىء، ففى بعض الأوقات كانت الأسر لا تستطيع أن تعقد أى اجتماعات، ونظام الأسر هذا عبارة عن مجموعات تضم كل مجموعة عددا معينا من أفراد الجماعة، يجتمعون مع بعضهم البعض ويتناقشون فى القضايا التى تهمهم، وهذه الاجتماعات كانت تعقد لتحقيق 3 أهداف، الأول: تعارف أفراد الجماعة، والثانى: بحث أى مشكلة ومناقشتها للوصول لحل، والثالث: قراءة القرآن الكريم والتحدث فى أمور الفقه والشريعة. ■ بم تفسرين وجود اختلاف بين شخصية حسن البنا وأعضاء جماعة الإخوان؟ - طبيعى، لأن لكل إنسان شخصيته، ولا أستطيع أن أشبّه أى شخص بالإمام حسن البنا، والاختلاف لا يضر طالما المنهج واحد وواضح وثابت لدى كل أعضاء الجماعة، وهذا الاختلاف يأتى نتيجة التطورات ومتطلبات الحياة المتغيرة، لأن الاختلاف شىء طبيعى جدا، ومنهج الجماعة هو تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا بد أن يحدث هذا لأنه وضع طبيعى جدا والجميع يتفق على ذلك. ■ عانت أسرة البنا من ضغوط الأنظمة السابقة.. أى نظام كان الأسوأ بالنسبة لها؟ - كل الأنظمة الماضية مارست علينا ضغوطا، بدءا بنظام جمال عبدالناصر مرورا بنظام أنور السادات حتى نظام حسنى مبارك، كلها بلا أى استثناء مارست علينا ضغوطا، ليس أسرة حسن البنا فقط، بل كل أعضاء الجماعة، وإن كان أبناء حسن البنا الأكثر تعرضا للخبطات والعراقيل فى الحياة العامة، ومن الممكن أن يكون معظم الشعب المصرى تعرض لها، لكن الإخوان تعرضوا لها بشكل مكثف، ومن هذه الضغوط حرماننا من التعيين مثل أى شخص فى الوظائف المختلفة، وحرماننا من استكمال دراساتنا العليا فى الجامعة، ولا أنسى الموقف الذى تعرضت له والدتى فى وقت من الأوقات، فقد كانت مريضة بالقلب وحالتها تستدعى السفر خارج مصر للعلاج، وبعد تجهيز سفرها لدى شقيقتى فى سويسرا فوجئنا بأن اسمها فى قوائم الممنوعين من السفر، وحتى عندما ذهبت والدتى إلى السعودية رفض النظام فى بداية الأمر لولا تدخل الصحف السعودية ومن ضمن الضغوط التى مارستها الأنظمة السابقة أن شقيقتى ظلت خارج مصر منذ عام 1954 حتى أوائل السبعينات، لا تستطيع الحضور إلى مصر، ونحن لا نستطيع السفر إليها، وشقيقى الأكبر سيف الإسلام لم يستطع افتتاح مكتب للمحاماة أو ممارسة وظيفته بشكل طبيعى، بخلاف الاعتقالات فى سجون أمن الدولة، وهذه الضغوط جعلتنا لا نستطيع أن نمارس مع الجماعة النشاطات بشكل مستمر ودائم، لأن أمن الدولة كان دائما يلاحقنا. ■ هل كنت تتوقعين أن يصل الإخوان للحكم بهذه السرعة؟ - كان لوالدى مقال فى مجلة «آخر ساعة»، عام 1946، قال فيه إن جماعة الإخوان لن تسعى للحكم، ولكن إذا جاء الحكم ستحكم بشرع الله، فأى إخوانى وصل للحكم سيطبق الشريعة الإسلامية، ونحن جميعا وراءه. ووالدى لم يفكر نهائياً فى حكم أو مناصب، وكانت السمة الأساسية لديه هى الزهد، وكان الناس فى عز الصيف يذهبون للإسكندرية، بينما يذهب هو إلى الصعيد، وفى عز الشتاء يذهب إلى المناطق الساحلية كالإسكندرية، وكان دائما يستقل الدرجة الثالثة فى القطار، فهذا زهد وتقشف وهو كان متشبثا بمنهج الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وبالدعوة التى قضى عمره فيها، وكل ما نتمناه من الإخوان المسلمين أن يصلحوا حال البلد التى فسدت على مر السنين الماضية، فمن الواجب عليهم إصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة. ■ هل انقطعت صلتكم تماما بجماعة الإخوان المسلمين بسبب ضغوط الأنظمة الماضية أم استمرت؟ - استمرت، ففى إحدى المرات جاء فراش جماعة الإخوان المسلمين لزيارتنا وكانت والدتى تشعر بسعادة غامرة لمجيئه، ورغم أنه فراش الجماعة فإنه كان مثقفا، ويتحدث فى السياسة وكأنه خبير سياسى، وهذا ما كانت تفعله الجماعة مع أى شخص حتى لو كان عاملا لديها، كانت تعلمه وتثقفه، وهذا ما كان يريده والدى، كما أن مبنى الإخوان القديم الذى أنشأه والدى حسن البنا، ومكانه الآن قسم شرطة الدرب الأحمر، له ذكريات كثيرة تخصنى وتخص من كانوا فى سنى، وأنا أطالب الجماعة برفع دعوى لاسترداد هذا المبنى، وعندما شاهدت المبنى وهو يحترق كنت فى غاية الحزن وكان عمرى وقتها 5 سنوات، فلم أنس هذا المشهد نهائيا، وأتمنى أن يعود المبنى للإخوان. ■ ما رأيك فى تحول صلاة «مرسى» أسبوعيا إلى حدث سياسى تتبعه تغطية إعلامية.. وهل هذه وصية البنا؟ - نحن لم نعتد من قبل أن نرى رؤساءنا حريصين على أداء الصلاة فى أوقاتها، ولذلك يبدو هذا الأمر غريبا علينا، ولكنه أمر طبيعى، فاهتمام رئيس الجمهورية بالصلاة وحث المسلمين عليها طبيعى، ولا أعتقد أن مرسى يتاجر بالصلاة ويتعمد تحويلها إلى حدث سياسى نهائيا، لأنه وزوجته وأبناءه جميعهم يحفظون كتاب الله، وكان مرسى يدرّس لابنتى فى جامعة الزقازيق، وهو ليس مثل الأساتذة الذين كل همهم بيع الكتب، وأعتقد أن اعتياد الناس على هذا سيأخذ وقتا طويلا. ■ ماذا عن خطة ال100 يوم التى وعد بها «مرسى» ولم تحقق أى شىء؟ - لا يستطيع أحد نهائيا إصلاح البلد فى 100 يوم، والبعض يقولون إن مرسى استخدم موضوع ال100 يوم لتحقيق «شو» إعلامى، ولكنى لا أعتقد أنه كان يقصد من ذلك عمل شو إعلامى أو حتى ليضمن نجاحه فى الانتخابات، لأن أى عاقل لا يقول إن دولة مشاكلها مستعصية بهذه الطريقة تحل فى 100 يوم، ولكنه كان يقصد الاجتهاد فى الإصلاح ومحاولة إعمال ذلك، لأن ما نحن فيه يحتاج إلى خطط طويلة المدى وليس مائة يوم فقط. ■ ما رأيك فيما فعله النظام السابق فى مصر؟ - النظام السابق أفسد كل شىء، والأصح والأدق أن نقول ما هى الأشياء التى لم يفسدها النظام السابق، لا تعليم ولا اقتصاد ولا أخلاق ولا حريات ولا أى شىء، حتى الناحية الأخلاقية أصبحت هابطة، ولا يوجد عمق فى الثقافة، وما زلنا نعيش على ما فعله السابقون ونحن نريد أن نعيد إصلاح أنفسنا مرة ثانية. ■ فى رأيك.. ما سلبيات الإخوان المسلمين؟ - الإخوان المسلمون عليهم ضغوط كبيرة وأنا أعلم أنه توجد بعض الأخطاء لكن الأخطاء أمر وارد، فكلنا بشر، ومن الأخطاء التى وقع فيها الإخوان خلال الأيام الماضية نزولهم إلى ميدان التحرير فى جمعة «كشف الحساب»، فقد كان قرارا خاطئا، لكن أنا يهمنى أن أعود إلى صوابى عندما أخطئ، تماما كما فعل الرئيس مرسى عندما أصدر قرار إقالة النائب العام، فعندما أخطأ عاد إلى صوابه بقرار سليم واعترف بالخطأ، لأن لديه مرجعية، وهذه هى ميزة المؤمن. ■ ما شعورك فور علمك بفوز مرسى بالرئاسة؟ - عندما علمت بفوز مرسى فرحت وخفت فى الوقت نفسه، وهذا ذكرنى بمقال لوالدى عام 1934، عندما بدأ الناس يعرفون الإخوان وبدأت أعدادهم تزيد، كانت هناك فرحة، فكتب حسن البنا «أنتم تفرحون وأنا أخاف»، هذه العبارة جاءت فى ذهنى فور إعلان فوز مرسى لأنها مسئولية وأمانة، وأنا أنظر نظرة أكبر، وهى الحساب أمام الله، لذلك خفت من المسئولية على الإخوان، خاصة أن البلد مهلهلة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. ■ ما رأيك فى مسلسل «الجماعة».. وهل صحيح أنه شوّه صورة حسن البنا مثلما قال الإخوان؟ - المسلسل مغرض وكانت له أهداف أخرى، وصنع فى وقت معين لغرض معين، هو تشويه صورة الجماعة، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، فإذا كان غرض المسلسل تشويه الصورة فإن البعض رأى من خلاله الوجه الإيجابى للجماعة، واحتوى المسلسل على أخطاء كثيرة جدا، وكنت أتمنى من الكاتب وحيد حامد أن يجلس معنا أو مع أشقاء والدى ويتحدث معهم لكى يعرف شخصية والدى، التى شوهها فى مسلسله، ورغم أنى لم أرَ والدى فإنه كان يشبه جدى فى كل شىء، فالشخصية التى قدمها وحيد حامد عن حسن البنا لا تمت بأى صلة لوالدى على الإطلاق. ■ لماذا لم تقاضوا الشركة المنتجة طالما أن العمل شوه صورة والدكم؟ - كان من المفروض أن نرفع قضية ضد أصحاب العمل، إلا أننا تراجعنا حتى لا يقال إننا استقوينا عندما وصل الإخوان إلى الحكم، وكان لا بد أن يقتدى صناع العمل بالتجربة المشابهة وهو مسلسل «عمر المختار»، فكل ما جاء فى العمل كان رائعا لكن ما يحدث فى مسلسلات السيرة الذاتية أنها تتناول شخصيات مهمة ولكن ليس على الوجه الأكمل، الغريب أن مسلسل «الجماعة» لم يظهر حتى نقطة التعاطف المفروض أن يظهرها وقت استشهاد حسن البنا وذلك حتى لا يتعاطف الناس معها، وهذا كان مقصودا لأنه لا يريد تعاطفاً مع الجماعة، وأتمنى أن يقيموا معرضا لحسن البنا أو ما شابه ذلك فى مبنى الجماعة الأول فى قسم شرطة الدرب الأحمر، وأنا أطالب المسئولين بأن يفعلوا هذا، كما أن كل الإخوان من جميع البلاد العربية كانوا يأتون إلى مبنى الإخوان الأول ويقيمون فيه فهو بمثابة متحف لجماعة الإخوان ولذكرياتنا فيه. ■ هل كانت والدتك تمارس العمل السياسى.. أم اقتصر دورها على تربيتكم؟ - كانت والدتى إذا دعت مجموعة من أعضاء الجماعة، كانت مباحث أمن الدولة تقبض عليهم بعد خروجهم، وتحبسهم بالإضافة إلى حبس شقيقى سيف الإسلام، وجاءت الثورة بشكل سريع لم نكن نتخيله وكنا نشعر أن شيئا ما سيحدث لكن لم نكن نتوقع أن يحدث التغيير بهذه السرعة ولا بهذه الصورة التى فاجأت الجميع، وما يحدث لنا من تخبط نراه على الساحة السياسية الآن هو من نتيجة مفاجأة الثورة لنا جميعا، تخيل أن أناسا محبوسين منذ أكثر من 60 سنة ثم فتحت لهم الباب فلا بد أن يحدث هذا التخبط السياسى الذى تراه الآن. ■ هل كنتم تتلقون أى مساعدات مالية من دول عربية؟ - نهائيا، لم نقبل أى معونات من دول عربية على الإطلاق وعرضت علينا أكثر من مرة عروض مالية ضخمة لكننا كنا نرفض، كذلك رفضنا أن نترك البلد ونهاجر إلى أى دولة عربية على الإطلاق لكن سافرنا للعمل والدراسة فقط، كما أن والدتى كانت من أسرة غنية وهى التى ساعدتنا على الحياة بعد وفاة والدى، كما أن جدتى لأمى قامت بتمييزها عن بقية أخواتها وأعطتها من ميراثها ما يزيد خاصة أن زوجها كان شهيدا، فكانت مدخراتنا المالية تأتى لنا من جدتى وليس من أى جهة أخرى. ■ وهل كانت والدتك على اقتناع برسالة البنا؟ - والدى كان يحاول دائما أن ينشئنا على حب الإيمان وأن نخشى الله وكانت والدتنا تربينا بالطريقة نفسها وكأن الإمام البنا يعيش معنا، وعندما كان يأتى أحد من الجماعة لزيارتنا كنا نشعر وكأننا فى ليلة عيد بالضبط وكانت الدنيا تنقلب رأسا على عقب من الفرح، وهى كانت مقتنعة اقتناعا تاما برسالة حسن البنا، وأذكر أنه فى عيد الأضحى ذهب شقيقى سيف الإسلام لشراء خروف العيد وكنا فى غاية الفرح وفى انتظار عودته ولكنه عاد بدون الخروف وعندما سألناه عن السبب قال إنه قابل أحد الأشخاص من الجماعة وكان فى حاجة إلى المال فأعطاه ثمن الخروف، فأثنت عليه والدتى وقالت له «خير ما فعلت»، فالحمد لله ربتنا والدتنا على النهج الذى كان يريده والدى، وفى إحدى المرات كانت والدتى تمر من أمام غرفتنا وكنا نشاهد التليفزيون وكان وقتها التليفزيون شيئا جديدا وكنا مبهورين به إلا أنها قالت لنا كلمة واحدة وتركتنا وذهبت، قالت: «احذروا حتى لا يلهيكم عن ذكر الله»، ولم تقل لنا أغلقوا التليفزيون، وبالفعل قمنا بغلق التليفزيون. ■ وهل طلبت منك وشقيقاتك ارتداء الحجاب؟ - إطلاقا، لم تطلب ذلك لكننى وشقيقاتى اتخذنا القرار من تلقاء أنفسنا، وأذكر أننى عندما كنت فى الإعدادية فى الستينات كانت مصر تعيش فى أزهى فترات الليبرالية ولم يكن الحجاب منتشرا لكننى كنت محجبة وكانت مديرة المدرسة تطلب منى أمام الطلاب أن أخلع الحجاب ولكنى كنت أرفض وأقول لها إن الله سيغضب منى، وقال لها أحد المدرسين -وكان من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين- إنها ابنة حسن البنا وإنها لن تخلع الحجاب نهائيا، وكانت المضايقات التى نتعرض لها بسبب الحجاب تصل إلى الشارع وكان الأطفال يقومون بشد الإيشارب من على رأسى كما كانوا يسخرون من ملابسى لأنها كانت فضفاضة ويقولون لى «أنتِ ترتدين قفطان والدك البنا»، ومع ذلك لم نهتز من هذه الأفعال. ■ لماذا لم يستكمل شقيقك سيف الإسلام مسيرة والدك حسن البنا من بعده؟ - الظروف لم تسمح له، كما أن معاناته من الأمن لم تتح له الفرصة، لا من قريب ولا من بعيد، ففى إحدى المرات أراد أن يشترى سيارة لأن والدتى كانت تذهب إلى الطبيب بشكل دائم، وبالفعل اشترى سيارة، فحزنت والدتى لأنها كانت تعلم أن السيارة ستجلب له الأمن من كل ناحية، وبالفعل اعتقلوه وسحبوا السيارة بطريقة غريبة، وأتذكر عندما كنت فى الثانوية العامة، وقتها كان إعدام الشيخ سيد قطب (رحمة الله عليه)، وكنت متأثرة جدا، وكنت فى مدرسة الأورمان الثانوية، فتحدثت فى المدرسة عن كيف يقومون بإعدامه وأن هذا غير قانونى، وفى نفس الليلة جاء «أمن الدولة» واعتقل شقيقى. ولكن سيف الإسلام كان يحثنا دائما على المعاملة الطيبة، وتأثره بالوالد انطبع عليه، ونقله لنا، رغم أنى وشقيقتى كنا صغارا، وأنا ولدت ولم أشاهد والدى نهائيا. ■ فى رأيك.. هل تمارس المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين العمل السياسى بشكل يليق بها أم لا؟ - المرأة فى جماعة الإخوان تمارس عملها بكل جهد، لدرجة أنه لا يوجد وقت لديها، لأن المجال أصبح أكثر انفتاحا، فهى تمارس عملها على نطاق أوسع من الأيام السابقة، وأنا مثلا ألبى أى طلب يطلبه منى أعضاء الجماعة، من خدمات أو ما شابه، كما أن الجيل الصغير من السيدات يقمن بالعمل بشكل كبير وباجتهاد أكثر منا نحن، لأنهم يعفوننا فى بعض الأحيان بسبب سننا. ■ هل أنت راضية عن وضع المرأة المصرية.. وهل تعتقدين أنها نالت حقوقها؟ - وضع المرأة المصرية لا يرضينى، لأننى أرى أن من حقها أن تحصل على أكثر من هذا بكثير، خاصة أن المرأة تبذل جهداً مضاعفاً فى العمل، وفى خدمة الأبناء والزوج، ولا بد أن تكون المشاركة أكثر من ذلك على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وليست المرأة فقط هى التى تعيش فى القاهرة أو المدن، فالمرأة المصرية المطحونة بشكل حقيقى هى التى تعيش فى القرى والنجوع الصغيرة، فالمرأة هناك مهانة لدرجة كبيرة، حيث إنها لا تتعلم وليست لها أى أنشطة نهائيا، فلا بد من النظر إلى المرأة التى تعيش فى النجوع. ■ ما رأيك فى احتكار الإخوان لكل المناصب السياسية وتشبيه البعض لهم بالحزب الوطنى؟ - خلال الفترة الماضية لم أتابع بشكل دقيق المناصب السياسية التى شغلها الإخوان وما إذا كان ذلك صحيحا أم لا، ولكن ليس من المنطقى أن نأتى بجميع القيادات من الإخوان المسلمين لأنه لا بد أن نتكاتف جميعا فى حكم البلد سواء مسلمين أو أقباطا أو حتى غير منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ومن المفروض أن يكون الفيصل فى التعيين فى الوزارات والمناصب السياسية هو الكفاءة وليس الانتماء للإخوان لأنها مسئوليتنا جميعا وليست مسئولية حزب معين، ولا بد من الاستفادة من الأخطاء السابقة ولا نريد أن نكرر أسلوب الحزب الوطنى مرة ثانية. ■ بما أنك حصلت على الدكتوراه فى الاقتصاد الإسلامى.. فهل حل المشكلة الاقتصادية فى تطبيق الاقتصاد الإسلامى.. وما رأيك فى القرض الدولى هل هو جائز شرعا أم لا؟ - الاقتصاد الإسلامى هو الحل للمشاكل المادية والاقتصادية للعالم كله وليس مصر فقط، كما أن العالم الفرنسى موريس إليى الحاصل على جائزة «نوبل» فى الاقتصاد كتب فى إحدى المجلات يقول «إن النظام الاقتصادى الإسلامى هو الأنسب فى وقتنا الحالى وذلك بتخفيض الضرائب إلى 2% وألا يكون فيها أى شبهة ربا على الإطلاق».. أما من ناحية لجوء الدولة إلى قرض البنك الدولى فالقروض إذا كانت لها ضرورة قصوى فهى ليست حراما شرعا أما إذا كانت توجد بدائل عن القرض فهى حرام وأنا أعتقد أنه كانت هناك بدائل فى مصر تغنى عن قرض البنك الدولى لأن البدائل الاقتصادية أفضل من تحكم دول تفرض شروطها علينا فالأفضل لنا أن نجوع من أن تتحكم فينا أى دولة، والانقسامات التى نعيش فيها لا بد أن تنتهى وتستقر الأوضاع السياسية حتى تستقر الحالة الاقتصادية فى مصر.