يهب الله تعالى الحياة لكل البشر، ويقسم لهم الأرزاق، ويقضي لهم الأعما، ويسبب لهم الأسباب والأفعال والأعمال، ويضع حكمته في كل خلقه الكامل والمريض ويضع العلاج والشفاء والدواء. ونتناول شرح اسم من أسماء الله الحسنى وهو "البارئ"، من كتاب شرح أسماء الله الحسنى لسعيد بن وهف القحطاني: البارئ معناه: واهب الحياة للأحياء، والسالم الخالي من أي عيب، وبرأ الله الخلق: خلقهم، وأوجدهم من العدم. ورد اسم الله البارىء في قوله تعالى: "هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم"، الحشر، وقوله: "ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم"، البقرة. ويمكن تلخيص معنى "البارئ" في 4 معان: 1- البارئ: الموجد، المبدع، من برأ الله الخلق أي خلقه، وبهذا يكون مرادف ومشابه لاسم الله (الخالق). 2- البارئ: الذي فصل بعض الخلق عن بعض، أي: ميَّز بعضهم عن بعض، وهذا مثل ما قلنا برأ الشيء بمعنى قطعه وفصله، وميَّز الخلق هذا أبيض وهذا أسود، هذا عربيّ وهذا أعجمي. 3- البارئ يدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب، قال تعالى: " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى"، طه، لأنه في لغة العرب يقولون: البرىّ هو التراب. 4- البارئ: الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت، في قوله تعالى: "مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ"، الملك، أي خلقهم خلقًا مستويًا، ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص ولا عيب ولا خلل، فهم أبرياء من ذلك كله.