احتدم الصراع بين الأوقاف والسلفيين للسيطرة على مساجد محافظة الدقهلية، التى لم تخل قرية منها إلا وأصبح للسلفيين فيها مسجد، فيما ترددت شائعات عن مفاوضات جرت فى هدوء بين الوزارة وقيادات السلفية لمنحهم بعض المساجد الكبرى بالتنسيق بين الطرفين، فيما يسعى السلفيون لاستغلال شهر رمضان لتوسيع دائرة انتشارهم فى قرى ومدن المحافظة. «مسئوليتنا منع السلفيين والإخوان من صعود المنبر وإمامة المصلين، ونسعى ألا يمر هذا الشهر إلا بعد أن نكون وضعنا أيدينا على جميع المساجد من خلال العمال والخطباء والأئمة»، هكذا لخص أحد مسئولى مديرية أوقاف الدقهلية الصراع بين الأوقاف والسلفيين للسيطرة على المساجد، وأضاف: «يوجد مسجد لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه وهو مسجد أهل السنة بقرية دموه مركز دكرنس، الذى أنشأه الشيخ محمد حسان والذى لا يزال حتى الآن يدار من تلامذة الشيخ ومؤيديه دون تدخل من جانبنا». وأضاف توجد عدة مساجد أخرى معروفة لدينا ولكننا ننتظر الوقت المناسب لاستعادتها، مثل مسجد الداعية السلفى مصطفى العدوى فى قرية منية سمنود، الذى يسيطر عليه بعض الأئمة والخطباء الذين يحملون الفكر الإخوانى ويعملون فى صمت، وأشار إلى أن التعليمات هذا العام واضحة تماماً، ومن أهمها عدم فتح المسجد بعد صلاة التراويح مطلقاً حتى الفجر، وإن كان المسجد يصلى التهجد فلا بد من وجود الإمام وهو مسئول مسئولية كاملة عن الصلوات بالمسجد. وقال أحد مشايخ السلفية: لا يوجد صراع بيننا وبين الأوقاف، لأننا بالتفاهم والود نستطيع أن ننفذ ما نريد، ولنا اجتماعات مع قيادات الأوقاف لتنسيق المواقف بين الطرفين ويتم تسكين المشايخ التابعين لنا فى مساجدنا الكبرى وهو ما يجعل الأمور تسير دون أى صدام. وأضاف: مساجدنا مثلاً فى المنصورة معروفة مثل مسجدى التوحيد والسلاب ومن يخطب فيهما هم من أئمتنا وبالتنسيق مع الأوقاف، التى تفتقد عدداً كافياً من الأئمة لتغطية جميع المساجد والزوايا، ولذلك فإن أئمتنا، خاصة حفظة القرآن الكريم، يتم نشرهم فى تلك المساجد حتى نعمرها فى شهر رمضان. وقال الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، إننا وضعنا خطة مٌحكمة سيلتزم بها جميع الأئمة مع التنبيه عليهم بالمتابعة الجيدة وإقامة الأمسيات ودروس شهر رمضان فى موعدها بموضوعات تتفق مع مدرسة الصيام واعتبار رمضان شهر الانتصارات والمناسبات المهمة فى حياة المسلمين مثل نزول القرآن الكريم، وغزوة بدر وفتح مكة وجميعها يتم الاحتفال بها. وأضاف زيادة: «خصصنا هذا العام 284 مسجداً للاعتكاف و46 للصلاة بجزء كامل من القرآن الكريم، والاعتكاف يكون من خلال ضوابط محددة، ومن المهم أن يكون الإمام على علم بهوية المعتكفين وأن يلتزم هؤلاء بآداب المسجد ومفيش حاجة اسمها سلفى أو إخوانى لأن كل المساجد نشرف عليها ودون أى صدامات». وأشار إلى أن المساجد سواء تابعة لأنصار السنة أو الجمعية الشرعية لها خطباء من الأوقاف وفق تنسيق معهم حتى تؤدى المساجد الدور المنوط بها.