سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر «الإسلاميون وتحدى السلطة»: التجربة التركية للإسلاميين نجحت لأنهم وضعوا الوطن قبل «مصالحهم» مستشار الرئيس ينتقد السلفيين الرافضين للانضمام إلى الأحزاب.. ومورو: الخلافة ستتحقق خلال 50 عاماً واحذروا «ثورة الجوعى»
قال الدكتور محمد العادل، رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون، إن إسلاميى مصر تعاملوا مع تجربة تركيا بسطحية، وأن تجربة الإسلاميين فى أنقرة نجحت لأنها وضعت الوطن قبل مصالحها، مؤكداً أن أهم مميزات الإسلاميين فى تركيا عن نظرائهم فى الدول العربية، أنهم يتبعون مبدأ الشفافية المطلقة حتى فى أحلك الأزمات وإشراك المجتمع فى حلها، مضيفاً: «على الرغم من التهميش الذى تعرض له التيار الإسلامى فى تركيا، فإنه نجح فى التوافق ولم الشمل مع العلمانيين والليبراليين، فالتيار الإسلامى فى تركيا هو من يروج للعلمانية»، موضحاً أن حزب العدالة والتنمية التركى، نجح فى التحالف مع التيارات المختلفة. وأضاف، فى كلمته فى اليوم الثانى من مؤتمر التيارات الإسلامية وتحدى السلطة، الذى ينظمه منتدى الوسطية العالمى، أن الربيع التركى سبق العربى، ولا يزال مستمراً، وما حدث هناك كان ثورة هادئة وديمقراطية. وحسب العادل، فإن الواقع التركى اختلف بعد عام 2002، حيث كان الفساد قبل هذا العام منتشراً والواقع السياسى ضيقاً، وتفاقمت الديون الخارجية والداخلية، مشدداً على أن حزب العدالة والتنمية التركى نجح لأنه وضع الوطن قبل الحسابات الأخرى، قائلاً «الحزب ليس إسلامياً ومن يقول ذلك خاطئ، بل هو تحالف بين المعتدلين من الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين ويقسمون الحقائب الوزارية فيما بينهم». وأشار إلى أن أهم خصائص التيار الإسلامى فى تركيا أنه لم يصطدم مع التيارات الأخرى، ولم يرفع شعارات زائفة بتطبيق الشريعة، بل حول المجتمع إلى الفكر الإسلامى المعتدل دون أن يعلن ذلك، والعمل على إلغاء الوصاية العسكرية تدريجياً. وتابع: «نجح التيار الإسلامى هناك فى ترسيخ مبدأ التعددية والديمقراطية والحفاظ على حقوق الأقليات، مع سحب البساط تدريجياً من المؤسسات التى تفرض وصاية على المجتمع مثل القضاء والمؤسسة العسكرية دون صدام معهم»، وأضاف أن ما يحدث فى مصر وتونس كان يحدث فى تركيا مع حزب العدالة والتنمية، خصوصاً محاولة جرهم إلى قضايا ثانوية وصراعات ولكنهم لم يلتفتوا إليها. من جانبه، قال الدكتور سيف عبدالفتاح، مستشار رئيس الجمهورية، فى كلمته، إن الفكر السياسى الإسلامى منتج بشرى يعتمد على المرجعية الدينية، وانتقد الإسلاميين الذين يرفضون فكرة الأحزاب وتكوينها والانخراط فيها لأن الأحزاب تنفذ مبدأ التعددية الإسلامى، ورفض عبدالفتاح وصف الأحزاب الإسلامية بأنها مثل حزب الله فى لبنان يتعلق منهجها بالحق والباطل، موضحاً أن السياسية هى فن صناعة البدائل سواء فى استخدام الوسائل أو للوصول للنتائج. وقال الدكتور محمد مورو، المفكر الإسلامى، إن لفظ الإسلاميين ليس حكراً على الإخوان والسلفيين، وعلى التيارات الإسلامية ترك حساب المصالح والمفاسد وتناول الأمور بطريقة سياسية، وشدد على ضرورة إسقاط خطاب العنف، من الحركات الإسلامية، لأنه يؤدى إلى عنف مقابل. وأضاف: «الإسلاميون فى بداية مرحلة التمكين، وعليهم البدء فى تكوين فقه التمكين ونبذ العنف وتبنى منهج إسلامى اقتصادى عادل وبناء فكر ثقافى ضد الرأسمالية والاشتراكية»، متوقعاً أن تتكون الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة خلال 50 عاماً وستتحرر فلسطين، قائلاً: «أمام الإسلاميين الذين فى السلطة، تحديان، الأول: الفصل بين السلطات وعدم تغول سلطة على الأخرى، والثانى: الانحياز إلى الفقراء تجنباً لثورتهم لأنه إذا جاع الناس فلا أمان لأحد»، مطالباً الإسلاميين بأنهم إذا لم تكفِ الزكاة وميزانية الدولة لرعاية الفقراء فعلى الدولة أن تأخذ من الأغنياء لتعطى الفقراء. وقال مورو: «إكراه الناس على الإسلام يجعل الناس يكرهونه، وعلى الدعاة الإسلاميين، المناضلة من أجل تحرير الفكر ومحاربة من يمنعونه»، موضحاً أن على الإسلاميين العمل على إزالة الظلم، مطالباً الإسلاميين الذين فى الحكم، بإنشاء مجتمع قوى يعتمد على نفسه حتى تنتهى التبعية الغربية، والعمل على إنشائه قبل العمل على تقوية مؤسسات الدولة. من جانبه، قال الدكتور محمد صلاح تغيان، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إن المسلم ليس لديه حرية مطلقة فى العقيدة لأن حرية المسلم مرتبطة بعقيدته، موضحاً أن على تركيا أن تتقدم أكثر فى المجال الدينى حتى تزيل آثار العلمانية وتقيم الدولة الإسلامية بالكامل.