قال الدكتور محمد العادل، رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون، إنه يجب الابتعاد عن الانبهار الكبير الذى حظى به النموذج التركى، مؤكدا أن تركيا نفسها لا تقدم نفسها على أنها نموذج يجب أن يحتذى، موضحًا أن الإسلاميين فى بعض الدول العربية يتعاملون مع التجربة التركية بسطحية دون التعمق فيها. وأضاف العادل خلال كلمته فى مؤتمر التيارات الإسلامية وتحدى السلطة الذى ينظمه منتدى الوسطية العالمي، إنه يمكن الاستعانة بالتجربة التركية ولكن هناك شرطاً أساسياَ أن تستورد معها الشعب التركي" موضحا أن الإنسان التركى لديه إيمان عميق بالدولة والمجتمع التركي. وأشار إلى أن الربيع التركى سبق العربي، وما حدث فى تركيا كان ثورة هادئة وديمقراطية وما حدث فى عشر سنوات هو منجزات ضخمة وما زال الربيع التركى مستمرًا. وأوضح العادل أن الواقع التركى اختلف بعد عام 2002، حيث كان الفساد قبل هذا العام منتشرًا والواقع السياسى ضيقاًَ، وتفاقمت الديون الخارجية والداخلية، موضحًا أن النجاح فى هذا القضاء كان بسبب التيار الإسلامى التركى الذى يجب أن نفهمه جيدا. وتابع: رغم التهميش الذى تعرض له التيار الإسلامى فى تركيا، إلا أنه نجح فى التوافق ولم الشمل مع العلمانيين والليبراليين فى تركيا، والتيار الإسلامى فى تركيا هو ما يروض العلمانية التركية"، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية الإسلامى نجح فى التحالف مع التيارات المختلفة. وأضاف أن حزب العدالة والتنمية التركي ما يجعله ناجحًا أنه وضع الوطن قبل الحسابات الأخرى، كاشفا عن أن حزب العدالة والتنمية ليس حزبًا إسلاميًا ومن يقول ذلك خاطئ بل هو تحالف بين المعتدلين من الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين ويقسمون الحقائب الوزارية فيما بينهم. وكشف العادل عن اتفاق بين التيارات التركية على أن الفترة التى تنهض فيها تركيا ليست فترة أيديولوجيات بل هى فترة لإنقاذ تركيا، موضحًا أن أهم خصائص التيار الإسلامى فى تركيا أنه لم يصطدم مع التيارات الأخرى ولم يرفع شعار تطبيق الشريعة، وهو يحول المجتمع إلى الفكر الإسلامى المعتدل دون أن يعلن ذلك، كما أن أهم ما يميز التيار الإسلامى فى تركيا هو إصلاح الخطاب السياسى الموجه للناس والعمل على إلغاء الوصاية العسكرية تدريجيًا. وأوضح العادل أن ما يميز الإسلاميون فى تركيا عن الإسلاميين فى الدول العربية أنهم يتبعون مبدأ الشفافية المطلقة حتى فى أحلك الأزمات وإشراك المجتمع فى حلها، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية التركى لا يعتمد على زعامة شخص بل يعتمد على العقل الجماعى والمجتمع فى كل قراراته. وتابع: "نجح التيار الإسلامى فى تركيا فى ترسيخ مبدأ التعددية والديمقراطية والحفاظ على حقوق الأقليات، مع سحب البساط تدريجيا من المؤسسات التى تفرض وصاية على المجتمع مثل القضاء والمؤسسة العسكرية دون الصدام معهم".