فى ظل الكثافة الدرامية التى تشهدها القنوات الفضائية والإذاعات فى مصر خلال شهر رمضان، تضطلع إذاعة القرآن الكريم بدور كبير فى تحقيق التوازن بين الإنتاج الدرامى والمادة الإذاعية التى تُعنى بتمنية الروحانيات لدى الصائمين فى رمضان. وخلال حوار أجرته «الوطن» مع محمد عويضة، رئيس إذاعة القرآن الكريم، أشار إلى أن القنوات الفضائية تكثّف عرض المسلسلات الدرامية للنجوم والنجمات لتحقيق أرباح على حساب البرامج الدينية، بما يضاعف ثقل المهمة على الإذاعة لتحقيق التوازن. ■ هل ترى أن إنتاج البرامج الدينية يحقق توازناً مع الإنتاج الدرامى والبرامج الخفيفة فى رمضان؟ - فى الحقيقة، أنا غير متابع للإنتاج الدرامى فى التليفزيون، ولذلك لا أستطيع التقييم، وبصفة عامة ما يمكننى ملاحظته أن الساحة تخلو من الإنتاج الدرامى الدينى (المسلسلات الدينية) المتميز، وإذا عُرضت مسلسلات أو برامج دينية فإنها تُعرض فى أوقات ميتة تقل فيها نسب المشاهدة لحد كبير. ■ هل ترى أن اختلال التوازن كماً وكيفاً بين البرامج الدينية والمسلسلات الدينية من ناحية والدراما وبرامج المنوعات فى رمضان أمر مقصود أم عفوى؟ - فى رأيى، تنطلق الفضائيات فى عرض المزيد من المسلسلات الدرامية وبرامج المنوعات من أكذوبة أن «الجمهور عايز كده»، لتلبى رغبات الجمهور، لأن فى عرض مسلسلات درامية لنجوم ونجمات من الفنانين، وكذلك برامج خفيفة ومنوعات، زيادة لعدد المشاهدين، وبالتالى زيادة عوائد الإعلانات وسد تكاليف شراء المسلسلات والبرامج بالإضافة إلى تحقيق أرباح ضخمة. ■ الرسالة التى تحملها إذاعة القرآن الكريم هل تحمل فى طياتها دعم الجانب الروحانى للمستمعين فى ظل التحديات التى تقابلهم أثناء أدائهم للطقوس والشعائر الدينية؟ - رسالتنا منذ بداية بث الإذاعة هى إذاعة القرآن برواية «حفص عن عاصم» و«ورش عن نافع» و«قالون عن نافع»، وبعد هذا أدخلت البرامج التى تخدم القرآن والسنة النبوية المطهرة، ولا نستعين بغير المتخصصين، حيث نقدم الإسلام الوسطى المعتدل بعيداً عن الغلوّ والتشدد، ومؤخراً لاحظت الإذاعة حاجة لفتح أبواب جديدة غير فقه العبادات، لأن المجتمع المسلم يعانى الآن من فجوة بين العبادات والمعاملات، واختزل الناس الدين فى طقوس وشعائر وعبادات، فقدمنا برامج تُعنى بفقه المعاملات والسلوكيات بما يحقق مردوداً تربوياً للعبادات، ومن برامج فقه المعاملات: الدين المعاملة والفترات المفتوحة. ■ هل يزيد العبء على الإذاعة فى ضوء انتشار الجماعات الإسلامية المتشددة؟ - طبعاً العبء على إذاعة القرآن الكريم والإعلام الدينى بصفة عامة كبير الآن، لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الجماعات التى تشوه صورة الإسلام وتبرزه كدين عنف وتدمير، لذا ركّزنا على البرامج التى توضح المفاهيم الصحيحة وسماحة الإسلام واعتداله. ■ كيف يقضى رئيس إذاعة القرآن الكريم يومه فى رمضان؟ - أقضى وقتى فى صلاة الفجر، وبعدها ساعات من الراحة حتى التاسعة صباحاً، حيث أغادر إلى مكتبى، وأتلقى البريد والمكاتبات وتقارير المذيعين، وأوجّه بعدها الملاحظات للزملاء كل فى اختصاصه، وأتابع تحضير الفترة المفتوحة مع الصائمين التى تستمر على الهواء لمدة ساعة، نستضيف خلالها أساتذة فى الفقه المقارن للرد على أسئلة المستمعين، وبعد الاطمئنان على سير العمل أغادر مكتب الإذاعة أثناء فقرة القرآن لأعلام القراء، والتى تمتد ساعة إلا ربعاً، ويتولى زميل آخر فترة مدفع الإفطار وأذان المغرب، وخروج سيارة الإذاعة الخارجية للعشاء والتراويح. والعام الحالى ستنقل إذاعة القرآن الكريم صلاة التراويح من 5 مساجد هى الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والجامع الأزهر، والنور فى العباسية. وبعد الإفطار والتراويح أشاهد مقتطفات من القنوات التليفزيونية وبرامج التوك شو. ■ ما نوعية مكاتبات المستمعين التى تصلكم خلال رمضان؟ - المستمع على حق كما يُقال دائماً، لذا نحاول قدر المستطاع أن نلبى طلباته، لكن معظم المكاتبات التى تردنا فى رمضان من المستمعين تطالب بالمشاركة فى جمع تبرعات أو ما شابه، ولأننا لا نعلم الصادق وغير الصادق فإننا ننأى بإذاعة القرآن الكريم عن هذه الأمور، وتصلنا مكاتبات من المستمعين تطالبنا بتحقيق التوازن مع الكثافة الدرامية ونحاول القيام بذلك.