مشكلتى وفى اختصار أنى أحلم بوظيفة وتكوين أسرة، وأن يكون عندى شقة أمتلكها، أريد أن أحيا حياة كريمة، لكن أحلامى هذه صعبة جداً كأنها المستحيل، والسبب أننى من أصحاب المؤهلات المتوسطة التى ليس لها مستقبل أو قيمة، وما يحدث من الدولة هو أنها تلقى أصحاب تلك المؤهلات المتوسطة للقطاع الخاص (دراكولا الشباب) أتمنى أن يأتى مسئول محترم يحاول معرفة ما هى متطلباتنا كشباب ويحاول إيجاد حل لها، أو على الأقل أن يفتح باب مكتبه لاستقبال الشكاوى والمقترحات، (نفسى أحس إن أنا إنسان). الرد أولاً وقبل كل شىء أنت إنسان وكريم ولست فى حاجة أبداً لتأكيد أو نفى هذه الصفة من أى مسئول أو غير مسئول. الأحلام والطموحات أنبل ما فى الوجود، والحلم والأمنية هما دائماً الطريق للتحقق والنجاح، أحلامك يا صديقى مشروعة وبسيطة وطبيعية، ولكنها ليست حقوقاً مسلماً بها، ومن يقول لك غير ذلك فهو غير صادق وغير دقيق، وكونك مواطناً مجرد مواطن لا يعطيك الحق فى الحصول على ما لم تتعب ولم تسع للحصول عليه، هناك معادلة فى هذا الكون للحصول على الأشياء، وأول معطيات هذه المعادلة هى العمل والجد والاجتهاد والسعى، علينا السعى نحو النجاح وليس علينا إدراكه. كلنا يريد الحياة الرغدة اليسيرة بَعضُنَا يحلم بحجرة ذات أربعة جدران وسقف والبعض الآخر يحلم بقصر، ولكن ما السبيل لتحقيق الأحلام؟! السبيل الوحيد هو بذل الجهد والوقت والعناء ومن قبل كل هذا التفكير فى اتجاه وكيفية بذل هذا الجهد كى لا يكون هدراً ضائعاً فى الهواء. إن القضية والمسألة لا تتعلق بالمؤهلات سواء كانت عليا أو متوسطة أو حتى منعدمة، المسألة أعقد وأكبر والدليل على ذلك أن خريجى كليات القمة وحاملى الماجستير والدكتوراه كثير منهم لا يجد عملاً، وإن وجده فعائده المادى لا يوفر ما ذكرت أنت آنفاً من أحلام وطموحات بسيطة وأساسية. وفى سبيل تحقيق الأحلام، علينا التخلص تماماً من فكرة انتظار الفرج، أو أن تأتى الدنيا على أعتابنا لتسألنا عما ينقصنا، وهذا الكلام بالطبع لا ينفى مسئولية الدولة فى توفير فرص عمل وخلق مناخ جيد للصناعة والتجارة والزراعة (روافد الرزق المباشرة)، ولكن علينا السعى وعدم التوقف عن المحاولة، بل والتفنن فى إيجاد طرق ومصادر جديدة للرزق. ومن قواعد الحياة أيضاً أنه قبل أن تحلم أو تتمنى تأكد أولاً أنك تستحق تحقيق هذا الحلم، وأن قدراتك وإمكاناتك تؤهلك للحصول عليه وأن مجهودك وسعيك يجعلك أهلاً له، فقبل لوم المسئولين والظروف، علينا بمحاسبة أنفسنا، ماذا فعلنا لنستحق التفوق والتحقق؟! إن فكرتك عن القطاع الخاص مغلوطة وغير دقيقة كونه (دراكولا الشباب!!)، كيف كان يحيا العالم قبل وجود الملكيات العامة للدولة ودواوين الأعمال الحكومية؟، بل كيف يقوم اقتصاد دول وبلاد كبرى معتمداً على قطاعه الخاص؟! لا تتوقف أبداً عن البحث والتفكير وبذل المجهود فى سبيل ذلك مراراً وتكراراً، فكر فى عمل تقوم أنت به منفرداً أو بشراكة، وانسَ القطاع العام بأمواله القليلة، ولا تخف من التعامل مع القطاع الخاص أو مع الأعمال الحرة، واسعَ دائماً، وابدأ بإصلاح كل اعوجاج فى نفسك ليستقيم أمر المجتمع بأفراده ومؤسساته، فالفرد هو أصغر وأهم خلية فى الوطن، فإن صلح صلحت البلاد واستقر أمر العباد. حاول كذلك مخاطبة المسئولين بالنظر لك ولغيرك من شباب الوطن، من يدرى علّ حلمك يتحقق يوماً ويأتى مسئول يجمع أحلام الشباب بمشروع قومى ضخم مرتبط بمشاريع خاصة عديدة، ولكن إلى ذاك الحين لا تقعد ملوماً محسوراً، أعرف أن الأمر صعب وشاق ومحبط، لكن ما أعرفه أيضاً أن وعد الله حق وأنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً. توكل على الله واعمل وكفى بالله وكيلاً، ولكن عِدنا بأنك لو أصبحت من أصحاب الأموال غداً ألا تنسى من كانوا فى ظرفك، إن آفة مجتمعاتنا أننا ننسى من حولنا دائماً، وإن كنا منهم يوماً. فلو تكافل هذا المجتمع وتعاون ما وجدت بيننا محتاجاً أو مقهوراً، وأخيراً وتأكيداً اترك عنك فكرة (إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه) لأن لا الميرى ولا ترابه أصبحا كما كانا فى السابق.