العشرات من الملثمين والمدججين بالأسلحة، اقتحموا مقر القنصلية العامة التونسية في طرابلس واحتجزوا 10 من موظفي البعثة الدبلوماسية هناك، وهو ما اعتبرته تونس على لسان وزارة خارجيتها انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية الضامنة لسلامة وأمن الموظفين والبعثات الدبلوماسية والقنصلية، فيما رجح مراقبون أن احتجاز الموظفين التونسيين له صلة بمسألة اعتقال وليد القليب، القيادي البارز في تنظيم فجر ليبيا، والذي رفضت السلطات التونسية الإفراج عنه. التاريخ الحديث يظل شاهدًا على العديد من عمليات اختطاف دبلوماسيين، "الوطن" رصدت أغرب وأبرز هذه العمليات في السطور التالية: - أزمة الرهائن الأمريكية في إيران: في أواخر عام 1979، اقتحمت مجموعة من الطلاب في إيران السفارة الأمريكية، دعمًا للثورة الإيرانية التي اندلعت وقتها، واحتجزوا 52 مواطنًا أمريكيًا لمدة 444 يومًا من 4 نوفمبر عام 1979 إلى 20 يناير عام 1981، وبعد فشل محاولات الولاياتالمتحدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن، نفذت الولاياتالمتحدة عملية عسكرية لإنقاذهم في 24 إبريل 1980، ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد، وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقات الجزائر يوم 19 يناير 1981، وأفرج عن الرهائن رسميًا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين. - اختطاف رهائن أتراك في الموصل: هاجم عناصر من تنظيم "داعش"، مبنى القنصلية التركية في الموصل في 11 يونيو عام 2014، واحتجزوا 48 شخصًا، بينهم دبلوماسيون، تزامنًا مع سيطرتهم على مدينة الموصل ومحاصرتهم لأجزاء من بلدة بيجي التي تحوي أكبر مصفاة عراقية للنفط، في ذلك الوقت. وأفرج التنظيم الإرهابي عن الرهائن في ساعات الصباح الأولى من يوم 20 سبتمبر عام 2014، وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: "كانت لنا اتصالات جادة مع (داعش) بحدود الساعة 12:30 صباحًا، وفي الساعة الخامسة فجرًا وصلوا إلى البلاد، وكنا طوال الليل نتابع التطورات في العملية ونبلغ بها الرئيس مباشرة". - خطف دبلوماسيين جزائريين في العراق: في 23 يوليو عام 2005، تبنى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين مسؤولية خطف القائم بالأعمال في السفارة الجزائرية في العاصمة العراقية وأحد مساعديه، وقالت القاعدة في بيان، "ها هي الجزائر تمضي طائعة للصليبيين في أوامرهم وترسل بالبعثة الدبلوماسية كبشًا في بلاد الرافدين". ترجع تفاصيل الحادث عندما اختطف مسلحون مجهولون رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية في بغداد، على بلعروسي 62 عامًا، ودبلوماسي مساعد له يدعى عز الدين بلقاضي 47 عامًا، من أمام مطعم الساعة بحي المنصور في 20 يوليو عام 2005.