لوحة «العشاء الأخير» للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، التي تجسد آخر عشاء ل«السيد المسيح» مع تلاميذه على المائدة في ليلة القبض عليه وصلبه، بحسب المعتقد المسيحي، أثارت جدلا عالميا واسعا، بعد محاكاتها في عرض فني ضمن حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، شهد تجسيدا رمزيا للوحة الشهيرة، التي يحمل مضمونها أهمية كبرى في تاريخ العقيدة والإيمان لدى المسيحيين. وبعيدا عن الجدل المثار حول لوحة دافنشي، وتوظيفها بطريقة أثارت استياء كثير من الكنائس حول العالم، تحدث الناقد التشكيلي صلاح بيصار، عن القيمة الفنية لها، مؤكدا أنه يتجنب الخوض في استخدام لوحة العشاء الأخير في افتتاح أولمبياد باريس 2024، وأنه «ضد إقحام العمل الفني في شيء مبتذل، وضد الإساءة للأديان، تحطيم الرموز الدينية». لوحة «العشاء الأخير» عمرها 5 قرون «أعظم جدارية دينية في العالم، وأيقونة دينية وأيقونة جدارية»، بتلك الكلمات وصف الناقد التشكيلي، الأهمية الفنية للوحة «العشاء الأخير»، لافتا إلى أنها بمثابة ملحمة بصرية من عيون الإبداع العالمي. قصة رسم اللوحة، يحكيها بيصار ل«الوطن»، موضحا أن فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشى «1452-1519»، رسم «العشاء الأخير» في الفترة بين عامي 1495 و1498، وقد صبّ فيها عصارة فكره وثقافته. المؤرخ «فاسارى»، عبر عن مدى إعجابه باللوحة وراسمها بكلمات مميزة تعكس مدى الإتقان في تنفيذها: «شيء جميل ورائع لدافنشى متعدد الإبداعات، رسام ومهندس معماري ونحات ومخترع وعالم رياضيات وعالم تشريح وكاتب.. النموذج الأمثل الذي حلم به عصر النهضة الإيطالية». وتسمى اللوحة «حركات الروح» بسبب إجادتها في تجسيد المواقف والإيماءات والتعبيرات، إذ تعتبر الاكثر اكتمالا لعبقرية دافنشي، متعددة الأوجه، ورغبته في التجربة وفضوله الذي لا ينتهي، خاصة أنه خلال الفترة التي كان يعمل فيها على اللوحة في العقد الأخير من القرن ال15، كان مشغولا أيضا بدراسات الضوء والصوت والحركة والعواطف الإنسانية، وانعكس كل هذا في «العشاء الأخير» التي يظهر فيها اهتمامه بتصوير ما رسمه بدقة ورقة وروح وعاطفة، وقد أعطى للشخصيات جلالا وسموا بلا حدود، ليفتح حقبة جديدة في تاريخ الفن، بحسب بيصار. أبعاء لوحة «العشاء الأخير» وعن أبعاد لوحة «العشاء الأخير»، قال بيصار، إن الجدارية بامتداد 460×880 سنتيمترا داخل قاعة طعام في دير سانتا ماريا بميلانو، ومنذ عام 1980 أصبحت اللوحة والدير والكنيسة من التراث العالمى لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».