قال الدكتور حسن القصبي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن النفس تميل وتشتهي، لكن الإنسان أُمر أن يَهذب هذه النفس ويأخذها إلى شرع الله عز وجل، وألا يترك لنفسه هواها، والله عز وجل علق فلاح الإنسان على نفسه، فقال: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا»، وهذا مقصد عظيم من المقاصد العليا للمكلف. وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم: «عندما نأتي لنسأل أي شخص، ما الغاية من وجودك في الكون؟، يجيب مباشرة قبل أن يمرر السؤال على نفسه ويقول: العبادة، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، نقول: صحيح، لكن هذه واحدة من ثلاث، لدينا ثلاث مقاصد ربنا عايز من حضرتك، ثلاث حاجات مهمة أوكلها الله لك، ثلاث حاجات هي غاية وجودك». وتابع: «أول حاجة: العبادة، كما جاء في قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»، مع اعتبار أن العبادات ليست شعائر فقط، بل تشمل عبادة قلبية وبدنية ومادية، إلى غير ذلك من أنواع العبادات، وثاني حاجة: العمارة، كما جاء في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، أي طلب منكم عمارتها، وعمارة الكون تشمل استخراج كنوزه وغير ذلك، وثالث حاجة: التزكية بالأخلاق الحسنة، كما أشرت إلى قوله تعالى: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا».