«سامح»: أنا أول مصري أحقق ميدالية أولمبية في تنس الطاولة

واقعة حزينة غيرت مجرى حياته، فبعدما ولد بصحة جيدة ونشأ بين أقرانه يلهو ويلعب ويمارس حياته بشكل طبيعى، انقلب حال سامح عيد، ابن محافظة الإسكندرية، لاعب المنتخب الوطنى لتنس الطاولة البارالمبية، فى طفولته بسبب خطأ طبى ألزمه الفراش ومنعه من الوقوف على قدميه مرة أخرى، ليعيش ما تبقى من عمره جالساً على كرسى متحرك.
حقنة بالخطأ أقعدتني واجتزت المحنة بدعم أسرتي
مرض نادر أصاب «سامح» سبب ارتفاعاً فى درجة حرارته، وباءت محاولات إنقاذه بالفشل بسبب لم يخطر ببال والديه: «أخدت حقنة غلط، سببت لى شلل فى الأطراف السفلية، وخلال الفترة دى أهلى ماقصروش معايا، عرضونى على كبار الأطباء، لكن المحاولات كلها فشلت ومع ذلك ماستسلموش، وودونى أعمل جلسات علاج طبيعى، كان عندهم أمل فى حدوث معجزة لكن إرادة ربنا». بدعم والديه، نجح «سامح» فى التغلب على تلك الأزمة الطارئة، وبدأ يخطط لمستقبله من خلال ممارسة لعبة تناسب حالته الصحية، ومن هنا جاء اختيار تنس الطاولة البارالمبية: «بدأت ممارسة اللعبة سنة 1996 فى مركز تدريب المعاقين بالإسكندرية، وبعد كده رُحت لأكبر مركز لإعداد المعاقين فى الشرق الأوسط، نادى المستقبل لشباب المعاقين، المتخصص فى رياضات المعاقين، وربنا كرمنى والتحقت بالمنتخب المصرى سنة 1999، كان عندى وقتها 16 سنة، وكان ممكن ألعب دورة الألعاب البارالمبية سيدنى 2000، لكن عامل السن منعنى من المشاركة».
ومنذ انضمام «سامح» للمنتخب الوطنى لتنس الطاولة البارالمبية تمكن من المشاركة فى 5 دورات أولمبية، حصل خلالها على ميدالية برونزية عام 2012 جعلته يتربع على عرش اللعبة فى مصر، ليسجل اسمه بأحرف من نور، خاصة أنه أول لاعب مصرى يحقق ميدالية أولمبية فى اللعبة.
أصبح «سامح» أول لاعب تنس طاولة بارالمبية يمثل قارة أفريقيا فى أربع ألعاب بارالمبية عندما شارك فى دورة الألعاب الأولمبية 2016 فى ريو، قبل مشاركته فى دورة الألعاب طوكيو 2020، وينتظر رقماً جديداً فى حالة صعوده ل«باريس 2024»، وعلى المستوى العالمى حصل البطل المصرى على فضية بطولة العالم «بكين 2014»، وفضية بطولة العالم 2010، كما حقق العديد من البطولات المحلية والأفريقية، ويعد أبرز لاعبى تنس الطاولة البارالمبية فى أفريقيا.