بذمة أهلك يا شيخ.. هل تصدق فعلاً أن خلاص مصر من مصائبها ومن كل القرف الذى نعيشه سيأتى بتطبيق الشريعة؟ وهل تصدق نفسك أصلاً حين تقول إن الليبراليين والعلمانيين يقفون ضد تطبيق الشريعة لأنهم لا يطيقونها؟ يااا رااااجل.. أليست الغلبة والأغلبية فى الجمعية التأسيسية للتيار الإسلامى، ومن قبلها فى مجلس الشعب، وفى كل وقت عبر منابر المساجد وفى خطب الجمعة، فلماذا لا تطبق الشريعة إذن، وما الذى ينقصك لتطبيقها؟ أرجوك أن تقف أمام مرآة لتعرف أن العيب فى سعادتك، وأنك تضحك على نفسك، فلا يوجد مسلم عاقل، ولا حتى مسيحى، يرفض تطبيق الشريعة الإسلامية، لكن المشكلة كانت دائماً -وما زالت- فى: من يطبقها؟ هل يطبقها هؤلاء الذين صدرتهم لنا التيارات الإسلامية من الشواذ فكرياً، أو مرتكبى المصائب والفضائح باسم الدين، وهل نثق أصلاً فى تيار يقول منظروه إننا داعرون وفاسقون وملحدون لمجرد اختلاف فى الرأى على أى شىء؟ لا تكذب على نفسك وعلينا، ولا تخرج لتحزق وتهتف أن مصر إسلامية إسلامية، وتضع العقدة فى المنشار من أجل مادة فى الدستور لن تقدم ولن تؤخر، لأنك أصلاً قدمت أسوأ مثل للتيار الإسلامى إذا حكم، واختصرت الاختلاف فى فهم قاصر للسياسة يقوم على احتقار الآخر ونبذه، ثم تأتى سعادتك وتصرخ: نريد تطبيق الشريعة. رئيس جمهورية مصر العربية من تيار الإسلام السياسى، فلماذا لا يطبق الشريعة ونخلص؟ ولماذا لا تطالبه هو وجماعته بالضغط لتطبيق الشريعة بدلاًمن أن تصب جام غضبك على هؤلاء الذين تكفرهم فى أوقات فراغك، وتتهمهم بأنهم يقفون ضد شرع الله؟ يااا راااجل.. البلد أصبحت بلدكم ثم تأتى الآن لتقول إن الليبراليين والعلمانيين هم الذين يقفون ضد تطبيق الشريعة؟ ده على أساس أن هؤلاء (سوبرمانات) يعنى، ويديرون البلد، ويتخذون القرار وحدهم؟ هل أزيدك من الشعر بيتاً؟ أنت تعرف أيضاً أن تطبيق الشريعة فى مصر ليس فى يدك، ولا فى يد الجمعية التأسيسية، ولا فى يد الرئيس مرسى، بل فى يد أطراف أخرى تدخل معها المصالح والسياسة كأطراف فى لعبة أنت تعرف أنها أكبر منك بكثير، فأمريكا لا تريد النموذج الأفغانى ثانية بل تريد نموذجاً أقرب للنموذج التركى، ففكك وحياة والدك من الليبراليين والعلمانيين ورافضى تطبيق الشريعة، لأن واقع الأمر يقول إنهم لا يمثلون نسبة تذكر أمام سيطرة التيار الإسلامى الآن على مصر، وأن (الضوء الأخضر) لم يصل، ولن يصل، للرئيس مرسى فيما يخص تطبيق الشريعة، وإلا كان طبقها ونفذ وعده معكم حين اتفقتم على انتخابه من البداية. يا سيدى الفاضل.. أرجوك طبق الشريعة، أحب على إيدك طبق الشريعة.. اذهب للرئيس واعتصم أمام قصره وطالب بتطبيق الشريعة. خذ مثلاً من هؤلاء الذين اعتصموا لنصرة مبادئهم ومات منهم من مات وفقئت عيون كثير منهم، وخد بعضك واعتصم أمام الجمعية التأسيسية حتى يطبقوا الشريعة. ركز فى خيبتك أرجوك وسيبك مننا، ووجه جهودك فى الاتجاه الصحيح. وأنا أضمن لك أن أحداً لن ينزل ليتظاهر رافضاً لتطبيق الشريعة، وأنت تعرف، بس عامل من بنها.