«من قلب المحنة منحة»، وصف لحال فاطمة العطار قبل 8 أعوام، حين مرت بحالة اكتئاب، حاولت تجاوزها بأمان، فاستجابت لمشورة صديقتها بالذهاب رفقتها إلى إحدى الورش الخاصة بصناعة الكروشيه، المهارة اليدوية التى قررت أن تتخذها منفذاً لتفريغ طاقتها السلبية، غير مدركة أن حياتها ستنقلب رأساً على عقب، بعدما تعلمت فن صناعة عرائس الأميجرومى. «عمرى ما مسكت إبرة ولا عرفت أعمل شغل الكروشيه»، بهذه الكلمات بدأت «فاطمة» حديثها، متذكرة ملامح من طفولتها التى قضتها برفقة أشقائها، الذين تميزوا بصناعة مشغولات الكروشيه المتنوعة. ورش تدريبية في صناعة المشغولات اليدوية على هذا الحال كبرت الصغيرة، وهى تتابع بشغف إبداعات أشقائها، التى ظلت حلما صعب المنال حتى تعرضت للأزمة النفسية وخطت مع صديقتها إحدى الورش التدريبية فى صناعة المشغولات اليدوية: «كنت مستغربة إزاى من إبرة وخيط يعملوا كل المنتجات الحلوة دى». وبجوار إحدى صديقاتها، جلست «فاطمة» تتشرب أسرار نسج الخيوط وتشكيلها لإنتاج المشغولات اليدوية: «قعدت يوم كامل أعمل فى سلسلة من الكروشيه.. كانت بالنسبة ليا إنجاز كبير، وأمنية حياتى أمسك إبرة»، ومن هنا انطلقت السيدة الثلاثينية وراء مشوار جديد حين تعرفت على فن «عرائس الإيمجرومى». عرائس صغيرة ذات غرز بارزة، تعرفت السيدة الثلاثينية أكثر على طريقة تنفيذها، لتشتعل روح التحدى بداخلها، وتقرر خوض تجربة صناعة «عروسة الإيمجرومى» للمرة الأولى: «بحب المعافرة.. وقررت أتعلمها»، ربما لم تخرج بالنتيجة المرجوة، لكن الفرحة جعلتها تتشوق لتعلم المزيد: «عملت أول عروسة.. وكنت طايرة من الفرحة وقتها». أول أوردر يصل سارة وبخطوات دؤوبة نجحت «فاطمة» فى صناعة العروسة بشكل أكثر احترافية، بعدما تعلمت كتابة الباترون الخاص بتفصيل «عروسة الإيمجرومى»، والتشجيع الذى تلقته السيدة الثلاثينية ممن حولها جعلها تقرر عرض عرائسها للبيع، لتتلقى أول الطلبات من فتاة رغبت فى تحويل ملامحها إلى عروسة: «كان أول أوردر يجيلى من بنت كانت عاوزة تحول شكلها لعروسة إيمجرومى». أتقنت «فاطمة» فن صناعة «الإيمجرومى»، الذى خلق بداخلها حالة من الشغف لنقل تجربتها إلى من حولها، بتقديم دروس فى التصميم عبر صفحتها على «إنستجرام»: «لما أنمى موهبة حد غيرى، بحس إنى اتولدت من جديد».