"عمر عكازي في الدنيا"، بصوت ضعيف متهدج، تحدثك وتحاول أن تغالب دموعها، ولكن لسانها ينطق ألمًا، المرض اللعين يفتك بجسدها، وحسرة فقدان الولد تمزق قلبها، فتنفجر بكاءً، وتستنجد صارخة بمن ينقذ ولدها من غياهب السجن، تلك "أم عمر" التي تحدثت ل"الوطن" بالأمس، عن واقعة القبض على نجلها في أحداث إستاد الدفاع الجوي، وخاطبت الرئيس لينقذه، وكسرت صمت العاجز قليل الحيلة، لتصرخ: "الداخلية هتوقعك يا ريس". استغاثت "أم عمر"، لما تعرض له نجلها من إهانات وتعذيب في قسم شرطة "أبوالنمرس"، في بداية القبض عليه، إلا أنها كانت منصفة مع نفسها، فتواصلت مع "الوطن"، لتؤكد استجابة وزارة الداخلية لندائها، وحكت تفاصيل ما دار معها: "صوتي وصل، واتصلت بيا النهاردة إدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، مشكورين، واستفسروا عن الواقعة، واللي حصل مع عمر من انتهاكات، وأنا قلت لهم إن التعذيب اللي اتعرض له كان في قسم أبو النمرس، إنما محصلش في سجن طرة، هما بيعملوه في طرة معاملة كويسة الحقيقة، وبشكرهم أنهم فصلوه عن المسجونين جنائيًا". تواصل والدة "عمر"، المتهم في أحداث الدفاع الجوي الحديث، "الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، وعدت بعمل تحريات جديدة في قضية عمر، والتحقيق في واقعة الاعتداء عليه في قسم أبو النمرس، وأنا بشكرهم على اهتمامهم، ويا رب يفرج الكرب عن ابني واللي زيه". البكاء يقطع حديث "أم عمر"، قبل رسالتها الأخيرة: "عمر ابني هو اللي ليا في الدنيا، وعايزاه يخرج يقف جنبي في مرضي، أنا مريضة بالسرطان، وماليش غيره، أخوه التاني عنده 6 سنين"، مناشدة المستشار هشام بركات النائب العام، والرئيس عبد الفتاح السيسي، للإفراج عنه: "ابني مظلوم، والله العظيم، ودخل الاستاد بطريقة قانونية، وكان معاه تذكرة، ومعملش حاجة وحشة، متكسروش بخاطر أم كسرها المرض والحزن على ابنها، فقدانه".