قالت أسرة عمر شريف حسين، أحد المتهمين فى واقعة أحداث مباراة الزمالك وإنبى، والتى قررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، إن نجلها تم القبض عليه من منطقة العمرانية عقب عودته من المباراة، وإن أجهزة الأمن عذبته حتى يعترف بانتمائه لجماعة الإخوان. قالت ريهام محمد عبده، والدة عمر، إنها لم تكن تتوقع أن تعود أيام زوار الفجر مرة أخرى بعد ثورتين، ولم تكن تعرف أن نزول نجلها لتشجيع نادى الزمالك فى مباراة إنبى، ستكون وراءه مصيبة، ولم يخطر ببالها أن ضباط الشرطة سيلاحقونه باعتباره متهما فى أحداث الدفاع الجوى. أضافت والدته ل«المصرى اليوم»: ابنى طالب بكلية التجارة، ذهب لتشجيع نادى الزمالك ولم يسمع كلام والده بأن مؤامرة ستنتظرهم وفقاً لتصريحات رئيس النادى، وأخذته الحماسة واشترى تذكرة المباراة قبلها بيوم واحد، وأثناء عودته إلى منزله فى منطقة شبرامنت بمركز الجيزة، بصحبة «على» و«أشرف» ضُبط «على» فاعترف على «عمر» تحت التعذيب، فتم ضبطه وإحالته إلى قسم أول مدينة نصر، باعتباره أحد المتجمهرين ومثيرى الشغب. وتابعت: «إحنا مش من الإخوان، وما أذيع عن نجلى بأنه تلقى تمويلات من الجماعة لنشر العنف والفوضى لا أساس له من الصحة»، مشيرة إلى أن جدران الحوائط المعلقة تحمل صورة «السيسى»، مرتدياً زى «المشير»، واصطحبت «المصرى اليوم» إلى حجرة ابنها الذى كتب على دولاب ملابسه بقلم «فلو ماستر» عبارات مؤيدة للنظام الحاكم، ومناهضة لمُرسى. وتابعت: «الساعة 4 فجرًا، فوجئت بطرق الباب بصورة جنونية، وجاءنى صوت من الخارج، يطالبنى بفتح الباب، مرددًا على مسامعى «إحنا مباحث أبوالنمرس» وعندما طلبت منهم ارتداء حجاب، نهرونى وكسروا الباب، وفجأة دخلوا حجرة «عمر»، وامسكوا به، وفتشوا أرجاء حجرته، وسألوا عن أشقائه، فقالت ابنتى «ميرنا» لهم، عندنا أخ يُدعى «كريم»، فطلبوا رؤية الأخير، فإذ بهم يفاجأوا بأن عمره 9 سنوات، وهو الذى دلهم على أعلام الزمالك، وطلب من الضابط ألا يأخذوها، وحرزها الضباط على أساس أنها دليل اتهام». يقطع الطفل «كريم» حديث والدته: «أنا قلت للضابط إنتوا جايين هنا عندنا ليه، إحنا سيسى مش إخوان، الناس فى الشارع بينادونى يا سيسى». كانت «ريهام» تتحدث مغالبة دموعها، وقالت إنهم ذهبوا إلى مركز أبوالنمرس، مع الساعات الأولى للصباح، لرؤية نجلهم، ولم يتمكنوا من ذلك، وعرفوا بقرار نقله إلى قسم أول مدينة نصر، باعتباره متهما فى أحداث الدفاع الجوى، وهناك أيضا رأوا العذاب ألوانا، بعدما سبهم رجال المباحث، وعلت وجوههم الدهشة حينما نقل لهم محامون قرار حبس «عمر» 15 يوما على ذمة التحقيق، وحاولوا التماسك لحين تقديم الأدلة الكافية بالقبض عليه، بصورة عشوائية. روت «أم عمر» أنها تمكنت من زيارة «عمر» بضع دقائق، بديوان عام قسم أول مدينة نصر، فقالت له «ليه اعترفت على نفسك بتلقى أموال»، وفقاً لما قاله المحامون، فأشار نجلها إلى أنه تعرض للتعذيب ساعات طويلة، والصعق الكهربائى، بمركز أبوالنمرس، للإقرار بأنه ارتكب جرائم التجمهر وإثارة الشغب، إبان أحداث شغب استاد الدفاع الجوى، ثم بكت بحرقة شديدة لما سمته ب«ظلم الداخلية» للشباب، موجهة رسالة إلى السيسى: «اعمل التحريات عن الشباب دول عن طريق رئاسة الجمهورية، وابنى المظلوم، لأن رئيس نادى الزمالك قدمهم كبش فداء، وإحنا عاوزين نسيب البلد». سألنا شريف حسين، محاسب، والد «عمر» عن انتماء ابنه ل«وايت نايتس»، فأجاب: «ابنى مشجع متعصب، وخطئى أنى زرعت فيه حب كرة القدم، وتشجيع الزمالك، منذ نعومة أظافره». قال: إن نجله كان ضمن المشجعين الذين حضروا مباراة الزمالك وإنبى داخل الاستاد، وحصل على تذكرة دخول المباراة، بطريقة شرعية، ولا نزال محتفظين بها إلى الآن، باعتباره دليلاً لعدم إثارته للشغب خارج المباراة. وأضاف: الثمن سيكون باهظاً حال ضياع مستقبل الشباب، لفشل «الداخلية» فى تقديم الجناة الحقيقيين، والمضحك إلقاء التهم على الإخوان، والزج ب«عمر» بقضية ملفقة له، باعتباره إخوانيا، والجميع يعلم أننا من عائلة «فلول» كانت تؤيد استقرار البلاد، وشاركنا فى 30 يونيو، ووقفنا فى صف الشرطة، ضد هدمها، ويكون هذا جزاءنا. وتابع بلهجة حاسمة: «لن نسمح بتشويه صورتنا أمام الرأى العام، باعتبارنا مثيرى شغب ودعاة هدم، سلنجأ لكافة الطرق القانونية، وللرئيس السيسى نفسه، وللعالم، لكى يعرفوا حقيقة أننا مظلومين ومجنى علينا، وابنى أُجبر على كلام تحت التعذيب، ولم يحقق فى تلك الوقائع التى تعرض لها، وهو مقبوض عليه من منزله، وليس بمسرح الأحداث». وأشار إلى أن «عمر» صعق بالكهرباء فى منطقة بين فخذيه، وعندما رأيناه كان يرتدى «فانلة»، ما يدل على خلع الضباط ملابسه، فضلاً عن التحقيقات معه لم تكن نزيهة، كون ضباط الأمن الوطنى كانوا حاضرين لها، لإملاء الاعترافات على المقبوض عليهم. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة