وسط زحام الأفكار وعرض الرؤى، التي يأمل أصحابها أن تنال إعجاب المترددين عليهم، كان يتواجد ركن يجذب الحضور، داخل القمة الخامسة لشركات ناشئة، وبمجرد مشاهدة اللافتة الدعائية التي تحمل هذه الكلمات «تجربة الواقع الفلسطيني على أرض الواقع»، يقف الحضور للاستماع إلى رغد إيهاب، فتاة فلسطينية في العشرينات من عمرها، جاءت إلى مصر منذ شهرين فقط بسبب الأوضاع الراهنة، تتكلم بكل فخر عن أرضها، وتنصح المتواجدين بزيارتها عبر «رابط». عالم افتراضي «هتروح غزة وانت في مكانك».. تجربة ممتعة يوفرها «رابط» عالم افتراضي تابع للهيئة الدبلوماسية الفلسطينية، يعطيك الفرصة لزيارة غزة ومدن أخرى، كالقدس والخليل، وكل هذا بمجرد ارتداء نظارة العالم الافتراضي، ثم تنتقل ببصرك وتشاهد بحر غزة الواسع، والمسجد الأقصى. تطبيق إلكتروني لمشاهدة فلسطين عبر الواقع الافتراضي «رابط» ليس مجرد تجربة للمتعة، هي تجربة إنسانية في المقام الأول، كل الحضور يريدون رؤية فلسطين بدون غبار الحرب، الذي طغى على حياة فيها، ورغم تعدد المدن التي يحتويها هذا العالم الافتراضي، والتي يمكن تحديد أي مكان يمكن أن تزوره من المقاطع المصورة على صفحاتهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ليس هناك سوى طلب واحد أجمع عليه الحضور وهو «أنا عايز أشوف غزة». ورغم البهجة والسعادة التي يحتويها العالم الافتراضي، إلا أن أنه أصبح لا يمت للواقع بصلة بعد الأحداث الأخيرة، لذا أضيفت حياة الخيم فيه، لتجسيد المعاناة التي يمر بها الفلسطينيين على أرضهم المغتصبة، والتي لم يستطع بعض الحضور محاكتها في الواقع الافتراضي، وفي نفس الوقت كانت هناك جملة واحدة يذكرها كل من يخوض هذه التجربة وهي «إن شاء الله هتبقى حرة».
