أصدرت وزارة العدالة الانتقالية برئاسة المستشار إبراهيم الهنيدي بيانًا حول الحادث الإرهابي الذي وقع بمحافظة شمال سيناء، أمس، وراح ضحيته عددًا من القضاة. وقال البيان: "إن الإرهاب ليس ظاهرة جديدة، إنما تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ، وعلى الرغم من شيوع استخدام تعبير الإرهاب على نطاق واسع إلا أنه غير متفق عليه بين الدول بحسب اختلاف الأيدلوجيات واختلاف الثقافات، فما يعد عملًا إرهابيًا في دولة ما ليس بالضرورة أن يكون كذلك في دولة أخرى". وقد تطورت وسائل الإرهاب إلى أن وصل الأمر إلى ظهور ما يسمى بإرهاب الدمار الشامل، وساعد على ذلك التقدم التكنولوجي واستغلال وسائل الانتقال الحديثة ووسائل الاتصال "فيس بوك، وغيره" وكذلك سهولة نقل الأموال. وأدى انتشار الإرهاب إلى أن أصبح العنف واجهة رئيسية في هذا العالم وخطرًا داهمًا يهدد أركان الاستقرار في جميع الدول، لا فرق بين كبير وصغير. وقد تعرضت مصر لأحداثٍ إرهابية منذ القرن الماضي، استهدفت ضرب استقرارها الأمني والاقتصادي، وازدادت ضراوته وحدته بعد ثورة 30 يونيو التي أزاحت هذا الكابوس المتمثل في عصابة الإرهاب التي تولت حكم مصر في غيبة من الزمن، وأزاحت الخونة والمتآمرين الذين استهدفوا الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس كاستهداف المدنيين ورجال الجيش والشرطة والقضاء، وكذلك الممتلكات الخاصة والعامة، كنسف الكنائس والمدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة ومديريات الأمن وأبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، وغيرها من أعمال الإفساد في الأرض والتخريب المحرمة شرعًا. والإرهاب بهذا التوصيف يأتي على غير مقاصد ديننا الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين، حيث جاءت شريعته لعمارة الأرض وحفظ النظام فيها وصلاحها وصلاح المستخلفين فيها. ومن زعم أن ما يقترفه من جُرمٍ هو من الجهاد فهو جاهلٌ ضال، والإسلام بريء منه، فما جره على بعض البلدان من سفك للدماء وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق هو محض إفسادٍ وإجرام تأبه الشريعة والفطرة، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ". وأوضح البيان أنه منذ الإطاحة بالرئيس المعزول في الثالث من يوليو كان هناك زيادة في العنف، ما أوجب الربط بين المتشددين وجماعة الإخوان الإرهابية التي ينحدر منها محمد مرسي، ووقعت العديد من الهجمات الإرهابية في شمال سيناء وعموم البلاد راح ضحيتها الكثير من أبناء القوات المسلحة ورجال الشرطة والمدنيين، ثم أثبت الجيش المصري أنه صاحب اليد العليا في المعركة ضد الميليشيات الإرهابية التي وجدت ملاذًا آمنًا في شبه جزيرة سيناء، واستطاع وضع العديد من هذه الجماعات الإرهابية في موقف دفاعي، ومن أبرزها جماعة "أنصار بيت المقدس". وأكد البيان أن مصر دائمًا تعزز من إمكاناتها ومؤسساتها الوطنية المتمثلة في القوات المسلحة والشرطة المدنية وقضائها الشامخ الراسخ الذي لا يهاب إلا الله وضميره، ومؤسسة الأزهر الشريف، وعلى رأسها فضيلة شيخ الأزهر. وستنتصر مصر في معركتها ضد الإرهاب مع تمسكنا بديننا القويم الوسطى، والسير على الصراط المستقيم المبنى على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.