سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات «الباز».. الفيصل: إسرائيل حينما تكون قوية لا تهتم بتحقيق السلام «سولانا» لمسئولين إيطاليين: فشل اجتماع أنابوليس سيكون كارثة وسبباً لانتفاضة ثالثة
في 27 نوفمبر 2007 عقد فى كلية البحرية للولايات المتحدة بأنابوليس مؤتمر السلام الدولى فى الشرق الأوسط، الذى عرف باسم «مؤتمر أنابوليس»، كانت كل الظروف تتحدث عن توجهات جديدة فى المجتمع الدولى لإحياء عملية السلام بعد الحرب التى اندلعت بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية فى 2006، وكانت الجهود تتضافر لإعادة الأمور إلى نصابها والعودة لتنفيذ خارطة الطريق والتوصل لتفاهمات جدية تحقق تقدماً ملموساً قد يقود إلى سلام شامل أو على الأقل خطوات جدية يتم التحرك على أساسها. وتحدثت الوثائق والمكاتبات التى كانت فى مكتب الدكتور أسامة الباز باستفاضة شديدة عن أجواء ما قبل المؤتمر وكيف انتهى بعكس ما هو مخطط له، وكيف تداعت الأحداث فيما بعد. وبتاريخ 7-11-2007 أرسلت بعثة مصر لدى الاتحاد الأوروبى فى بروكسل برقية معلومات تتضمن صورة التقرير المحظور الذى أعده مارك أوط مبعوث الاتحاد الأوروبى لعملية السلام والذى حصل عليه أحد رجال البعثة، والذى جاء فيه أنه بالرغم من عدم إعلان موعد عقد اجتماع أنابوليس فإن واشنطن تحاول عقده فى الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر الحالى، مؤكداً كذلك اهتمام الرئيس بوش الشخصى بالدفع لعقده والتزامه بتحريك عملية السلام الأمر الذى انعكس فى الزيارات الأسبوعية المكثفة لمسئولى الإدارة الأمريكية للمنطقة، كما أشار إلى أن الرئيس بوش سوف يشارك فى افتتاح اجتماع أنابوليس مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشدداً على اعتزام إدارة الرئيس بوش بالعمل على تحقيق تقدم فى هذا الملف حتى نهاية فترة ولايته الرئاسية نهاية 2008، ممثل الولاياتالمتحدة أوضح ضرورة عدم النظر لاجتماع أنابوليس كغاية فى حد ذاته، حيث إن الوثيقة النهائية للاجتماع لن تأخذ شكل اتفاقية وإنما ستضع المعايير لعملية المفاوضات حول قضايا الوضع النهائى، وأن تلك الوثيقة ستأتى كأحد عناصر الpackage التى ستتضمن كذلك إطلاق عملية المفاوضات بين الجانبين وإجراءات بناء الثقة وتقديم المساعدات الدولية، أثار المبعوث الأوروبى لعملية السلام «أهمية الدبلوماسية العامة» خاصة فى ظل التوقعات بعدم تحقيق اجتماع أنابوليس النتائج المرجوة وأخذاً فى الاعتبار أن الوضع الحالى بالمنطقة لا يحتمل تكرار تربة «كامب ديفيد» فى سبتمبر 2000. وفيما يتصل بمسارات التفاوض الأخرى، أوضح ممثل الإدارة الأمريكية أن واشنطن لا تعارض التركيز على الطبيعة الشاملة لعملية السلام فضلاً عن العمل على تسليط الضوء بشكل تدريجى على المسارات الأخرى، وأوضح أن السلوك السورى فى لبنان سيكون الاختبار الرئيسى فى هذا الموضوع، أما بالنسبة للوضع فى غزة فأشار المبعوث الأوروبى لعملية السلام إلى ضرورة مراجعة أسلوب التعامل مع الأوضاع فى غزة وحركة حماس فيما بعد أنابوليس، كما أشار ممثل الأممالمتحدة إلى أن المنظمة سوف تظل تنتقد الإجراءات الإسرائيلية بالقطاع، لاسيما أنها تستهدف الفقراء وقد اتفق المجتمعون على أن الإغلاقات الإسرائيلية الأخيرة كان لها نتائج عكسية، وتطرق الاجتماع إلى نشر القوات الأمنية الفلسطينية فى نابلس، حيث أوضح ممثل الولاياتالمتحدة أن إسرائيل تبدى قدراً من التعاون بشكل متردد فى هذا الشأن، مشيراً إلى اعتزام واشنطن إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات بالمدينة. ومن روما أرسلت السفارة المصرية برقية معلومات ترصد مقابلة الوزير المفوض هشام أحمد سرور مع ماركو كارنيلوس المستشار الدبلوماسى لرئيس الوزراء، الذى أفاد بعدة معلومات، أولاً: التقييم الإيطالى لمحادثات أولمرت وأنابوليس، وجد أولمرت فى لندن وباريس مواقف مشتركة مع موقفه فيما يتعلق بالأزمة الإيرانية، وإن كانت فرنسا الأكثر تشدداً مقارنة ببريطانيا التى تأخذ فى الاعتبار وجود قوات لها فى العراق وأفغانستان، كما أن البريطانيين قلقون من إمكانية مهاجمة الولاياتالمتحدة لإيران وتداعيات ذلك. تقديرهم أن اجتماع أنابوليس سيفشل إذا سار الأمر نحو الأخذ بالنهج الإسرائيلى فى عدم التناول الجاد للموضوعات الرئيسية المعلقة، وإذا لم تتخذ قرارات محددة لكى ينفذها الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى وذكر أنه لا توجد حاجة لمؤتمر يحدد ما هى المسائل الرئيسية لأنها معروفة، كما ليست هناك حاجة لمؤتمر يحدد الاتجاهات أو لإيجاد خريطة طريق جديدة، مضيفاً أنه إذا كانت هناك مثل هذه الحاجة فلتجتمع اللجنة الرباعية لتضع تواريخ جديدة للخريطة الحالية، موضحاً أن سولانا ذكر للجانب الإيطالى خلال محادثاته أمس فى روما أن فشل اجتماع أنابوليس سيكون كارثة، فضلاً عن إمكانية حدوث انتفاضة ثالثة. وأكد أن المطلوب هو قرارات يتم تنفيذها والتزامات يجب على الطرفين تطبيقها مثل إزالة المستوطنات العشوائية على الجانب الإسرائيلى، وأن يضبط الفلسطينيون الأمن ومواصلة الأخذ بالنظام الديمقراطى، مشيراً إلى أن القضية تشهد تطورات يعتد بها منذ اجتماع طابا. وأضاف أن وزير الخارجية سعود الفيصل ذكر للجانب الإيطالى فى أبريل الماضى أن الحكومة الإسرائيلية حينما تكون قوية ومستقرة لا تعبأ بالسعى لتحقيق السلام وحينما تكون ضعيفة لا تستطيع تحقيق السلام حتى لو كانت تريده.