يجتمع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، الخميس المقبل، للبحث في رفع مستوى التعاون الأمني والعسكري في منطقة الخليج العربي بمواجهة الأطماع الإيرانية. واختار "أوباما"، منتجع كامب ديفيد مكانًا لهذا الاجتماع، الذي يهدف إلى مناقشة كيفية حل الصراعات المتعددة التي سببت الكثير من الاضطرابات، وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وسيتم بحث الاتفاق النووي مع إيران مع قادة دول الخليج. ولمنتجع كامب ديفيد الرئاسي الأمريكي تاريخ سياسي طويل، حيث شهد العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية. تأسس المنتجع بداية تحت اسم "مرحبا- كاتوكتين" لاستقبال وإقامة عملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم، وفي العام 1942 تم تحويله إلى منتجع رئاسي على يد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، والذي سماه "شانجريلا"، تيمنًَا بالفردوس التبتي المذكور برواية "الأفق المفقود" للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون. وفي العام 1945، حوله الرئيس الأمريكي هاري ترومان منتجعًا رئاسيًا رسميًا، وبقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغير اسمه، وسماه تيمنًا باسم حفيده ديفيد. ويقع المنتجع في منطقة جبلية ذات مناظر خلابة محاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعٍ أمنية، ويديره المكتب العسكري للبيت الأبيض. شهد المنتجع مؤتمرات قمة عدة، أولها وأهمها كان لقاء القمة الذي تم في العام 1973 وجمع الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي حينها ليونيد بريجنيف، وأتى هذا اللقاء بعد تغيير ميزان القوى في العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهور السلاح النووي، والتوازن الإستراتيجي التقليدي وغير التقليدي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي، خصوصًا في أوروبا. وفي العام 1978، شهد المنتجع توقيع أول معاهدة سلام عربية إسرائيلية، بين مصر وإسرائيل، عرفت بمعاهدة "كامب ديفيد". ففي 17 سبتمبر من ذلك العام، وقع الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيجين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، بعد 12 يومًا من المفاوضات في "كامب ديفيد"، برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. وفي العام 2000، عقدت معاهدة "كامب ديفيد 2"، حين رعى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في 11 يوليو، لحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي نفس العام تشابكت الأيدي بمصافحة شهيرة في منتصف عام 2000 بين فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري حافظ الأسد، وبين رئيس وزراء إسرئيل آنذاك، إيهود باراك، وتناولا العشاء معًا برفقة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون. ومنذ الاجتماع الذي جرى خلال الحرب العالمية الثانية بين "روزفلت" ورئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل، وخططا حينها لغزو أوروبا ودحر ألمانيا النازية، شهد المنتجع العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية، التي تراوحت بين المهمة والترفيهية. ففي عهد أيزنهاور، عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء الأمريكي بالمنتجع، واستضاف "أيزنهاور" نفسه هناك رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، ورئيس الوزراء السوفياتي نيكيتا خروتشوف. وزار الرئيس الأمريكي جون كينيدي وعائلته المنتجع للاستمتاع بركوب الخيل، وسمح كينيدي لموظفي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء باستخدام المنتجع عندما لا يكون موجودًا فيه، دون أن يمارس منه سلطاته الرئاسية. أما الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، فعقد فيه مناقشات مهمة مع مستشاريه خلال حرب فيتنام، وإبان أزمة جمهورية الدومينيكان، واستضاف فيه رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته، وكانا في زيارة خاصة، وفي عهد ريتشارد نيكسون، أضيفت إلى المجمع مبانٍ جديدة، عقد فيها اجتماعات لمجلس الوزراء ومؤتمرات للموظفين، واستضاف كبار الشخصيات الأجنبية.