عندما انتخبنا الرئيس مرسى هرباً من زعيم الفلول وخوفاً من عودة النظام السابق كان يحدونا الأمل فى رئيس مدنى انتخبه الشعب بعد ثورة عظيمة شهد لها الجميع، وتلتها فترة انتقالية عانى منها الجميع، كان يحدونا الأمل فى رئيس عانى مثلنا من قرارات سيئة اتخذت فى الفترة الانتقالية نتيجة عدم الخبرة والاستعانة بمستشارى السوء، وانتظرنا أن يبدأ الرئيس حكمه باختيار مستشارين أكفاء بغض النظر عن انتماءاتهم، وأخذ الرئيس يفكر ويفكر، ونحن نتفاءل ونتفاءل، ثم اختار الهيئة الاستشارية، وبناءً عليها بدأت القرارات، وإذا بكل قرار أسوأ من أخيه، لا أقصد فنية القرار، فدون شك أن كل القرارات كانت صحيحة من ناحية احتياج المجتمع لها، ولكن من ناحية القدرة على التنفيذ، إذ إن قراراً صائباً بنسبة 50% يتم تنفيذه يفوق فى التأثير ألف قرار صائب بنسبة 100% يتم الرجوع فيه لعدم القدرة على تنفيذه، بالإضافة إلى أن السلطة التى ترجع فى قراراتها لأى سبب يطمع فيها الجميع، سواءً الناقدون للقرار بحق، أم عملاء الثورة المضادة الممولون بالمال المنهوب. سيادة الرئيس إن الطامعين زادوا فلم يعد أذناب الحزب الوطنى السابق فقط هم الطامعين فى العودة للنهب، ولكن انضمت إليهم فئات أخرى يغريها ضعف السلطة، سيادة الرئيس هؤلاء الأعداء لن ترضيهم جلسات الحوار، ولو حتى نفذت لهم كل ما يطلبون، فسيتم تمويل لآخرين يطالبون ويطالبون فى الفضائيات المأجورة، لذا فإننا كناخبين انتخبوك نرجوك ألا تخشى إلا الله، وأن تفكر جيداً فى كل قرار، فإذا عزمت فتوكل على الله. نرجوك للمرة الأخيرة ألا ترجع فى قرار اتخذته لصالح الوطن مهما كانت الضغوط ولا تهتم ببرامج «فهيمة اللئيمة»، ولا «خالتى بمبة»، ولا «رجل كل العصور»، فالشعب يعرفهم لا تهتم بفئة يقال لك «مقدسة»، ولا «شامخة»، خذ قرارك لصالح الشعب واشرحه للشعب ولا ترجع فيه أبداً، والشعب سيقف معك إذا أحس أنك ترجع إليه، وأخيراً «والنبى ما ترجع فى قراراتك تانى، واللى يرجع فى قراره من حكومتك ارفده وخلى لكم شكل بقى».