استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، المحتجزين الإثيوبيين في ليبيا بمطار القاهرة، وذلك بعد عدة مفاوضات بين الجانبين المصري والليبي المسلح، الذي قام باحتجاز الرهائن. وأكد السيسي خلال كلمته، التي ألقاها بعد استقباله المحتجزين الإثيوبيين، اليوم، أن عملية تحريرهم جاءت بعد مفاوضات وبطرق سلمية، مؤكدًا على نبذ مصر للإرهاب لأي شخص. إلا أن استقبال السيسي للمحتجزين الأثيوبيين بمطار القاهرة بنفسه، أثار تعجب بعض السياسيين، نظرًا لأن الأمر غير مألوفًا، إلا أن البعض الآخر أكد أن استقبال السيسي للمحتجزين الأثيوبيين بنفسه له عدة أسباب ويهدف إلى إتباع سياسة خارجية جديدة. وأكد عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ل"الوطن"، أن استقبال السيسي بنفسه للمحتجزين الإثيوبين بمطار القاهرة، يعد شيئًا إيجابيًا، لكنها تمثل محاولة استرضاء مبالغ فيه للجانب الإثيوبي، مضيفًا أنه يتبع سياسة جديدة عكس سياسية الرئيس الأسبق مبارك. وأشار ربيع إلى أن إتباع السياسة الوسطية تجاه الدول الإفريقية هو التوجه الأفضل، قائلًا: "فمبارك كان يرى دائمًا أن الحرب عليهم هي أفضل الحلول، أما الرئيس السيسي يرى أن الأفضل تحسين علاقتنا مع دول المنبع بأكملها، تأتي في المقام الأول أثويبيا"، مشيرًا إلى أن طريقة استقباله لهم بنفسه كانت غريبة، مرجحًا أن يكون ذلك استراتيجية دولية هدفها رؤية العالم لما يفعله تجاه المواطنين الإثيوبيين لنبذ أي عداء بين الدولتين. وأضاف ربيع، أن تدشين القوافل الطبية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، أفضل من مواقف صغيرة كاستقباله لهم في المطار، مؤكدًا أن المواقف البسيطة تُنسي سريعًا، عكس تحرك القوافل على الأرض. من جانبه، قال سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية، ل"الوطن"، أن استقبال السيسي للمحتجزين الإثيوبين بمطار القاهرة بنفسه أمر جيد وطبيعي، نظرًا لأنه منذ توليه رئاسة الجمهورية يريد تحسين العلاقات بين الدولتين، ومحاولة إرضاء إثيوبيا حفاظًا على المياه التي تأتي لمصر منها. وأضاف اللاوندي، أن تلك التصرفات غير المألوفة تهدف إلى لفت نظر العالم إلى أنه ساعيًا للسلام، وليس الحرب أو العنف بالقارة الإفريقية في ظل محاولة إسرائيل العبث بأمن مصر القومي، وإشعال الخلافات والأزمات بين مصر وإثيوبيا حتى تضر بمصر. وأكد أن: "السيسي يريد أن تكون قطرة الماء التي تصل مصر قطرتين، لذلك سعى لاستقبال الدبلوماسية الشعبية الأثيوبية، وإرسال قوافل طبية لهم لتحسين العلاقات بين الدولتين".