اختفى الدكتور لطفي محمود شاور مدير مجازر السويس، وبطل قضية العجول الأسترالية المهرمنة، عن الأنظار، ونجحت "الوطن" في التوصل إليه، وكانت المفاجأة أننا وجدناه يعمل في فحص الأسماك بسوق المثلث بالسويس، بعد أن كان المشرف العام على اللحوم. المفارقة الغريبة أن مدير مجازر السويس هو الذي طلب تغيير خط سيره في العمل لفحص الأسماك، والابتعاد بشكل نهائى عن عمله الأساسى، حتى الدكتور محسن كامل الطبيب البيطري الذي اكتشف الكبسولات المهرمنة بالعجول الأسترالية تم نقله للعمل في وحدة "جنيفة" البيطرية التي تبعد عن السويس ب10 كيلو مترات، بجانب تهميش الدكتور محمود عبد الوهاب، أول من اكتشف هذه الواقعة بشكل كامل. التقت "الوطن" بالدكتور لطفي شاور داخل سوق الأسماك بالمثلث، فقال بنبرة تعكس مدى ما تعرض له من اضطهاد وتعنت، "حاولت أن يكون لي دور في خدمة هذا المجتمع وأحافظ بقدر الإمكان على صحة المواطن المصري، بحكم وظيفتي كمسئول عن فحص اللحوم الحية والمجمدة المستوردة من الخارج". وتابع "ليس لي عداوات مع أحد بعينه ولم تكن شحنة العجول الأسترالية الأخيرة هي السبب فيما أنا فيه الآن، فمنذ اليوم الأول لوجودي في موقع المسؤولية عن تفتيش اللحوم، وأنا أعد التقارير والمحاضر الرسمية التي تطالب بالالتزام بالشروط الاستيرادية للحوم الحية، بعد اكتشاف عشرات الرسائل من الحيوانات غير المطابقة لشروط الاستيراد وتهدد صحة المواطن". وأضاف "عقب الثورة شعرت أن الأمور سوف تتغير للأفضل، لكنني اصطدمت بالواقع الأليم بأن الثورة لم تغير أي شيء، وأصبحت مافيا اللحوم أقوى وأكثر شراسة". وقال شاور إن اللجنة العلمية التي تم تشكيلها في الآونة الأخيرة من أساتذة الطب البيطري بجامعة القاهرة لفحص العجول الأسترالية "قدمت تقريرها للمستشار أحمد إدريس المحقق في البلاغ رقم 320 لسنة 2012 بلاغات النائب العام المقدم ضدي أنا وأطباء السويس من جمعية "موطنون ضد الغلاء" يتهمنا بنشر شائعات أثرت على أسعار اللحوم". واستطرد "كشفت اللجنة أن العجول مهرمنة وأوصت بعدم ذبح شحنة شركة الإيمان إلا أول ديسمبر المقبل"، متسائلاً "إذا كانت العجول غير ضارة كما يقول البعض فلماذا طالبت اللجنة بعدم الذبح لتلك الشحنة إلا بعد مرور كل هذه الفترة؟". صمت شاور لعدة دقائق ثم خرجت منه الكلمات تعبرعن مدى الضيق والكبت داخله "أنا تعبت وزهقت وأصابنى المرض، واتهمونى بعد كل هذا العمر بأننى أتقاضى مبالغ من مستوردي اللحوم المجمدة، وطاردتنى البلاغات هنا وهناك". واستدرك "لقد صدر قرار بإبعاد الأطباء البيطريين بمديرية الطب البيطري بالسويس عن فحص أي رسائل للعجول الحية الواردة لموانئها، والاعتماد على أطباء من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالقاهرة، ونحن نطمئن الشعب المصري أنهم في أيد أمينة، فيكفى أن الهيئة جلبت لهم كبار الأطباء من ذوى الخبرة لفحص اللحوم قبل طرحها بالأسواق حفاظاً على صحتهم". فى نهاية كلامه، أكد شاور أنه طلب العمل في فحص الأسماك للابتعاد عن هذا الجحيم، وهو سعيد للغاية بالعمل مع الأسماك، ومع ذلك ما زالت البلاغات تطارده لدرجة أنه طلب، حسب كلامه، أن يسترضى العجول الأسترالية ويقبل رأسها "عجل عجل"، ويطيب خاطرها لأن مقدم البلاغ اتهمه بالإساءة لسمعتها.