في الوقت الذي اجتمع فيه قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية اليوم بالرياض لمناقشة العديد من الملفات على الساحتين الإقليمية والعربية، وفي مقدمتها الأزمة اليمنية، وبرنامج إيران النووي واتفاق الإطار المبرم برعاية واشنطن، إضافة إلى مكافحة تنظيم "داعش"، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قامت جماعة الحوثيين في اليمن بإسقاط قذائف الهاون في عددٍ من المواقع بمدينة نجران المتاخمة للحدود مع اليمن. وعلق على هذا الشأن مالك عوني، مدير تحرير صحيفة "السياسة الدولية"، والخبير في الشأن اليمني، بقوله إن الحوثيين يستهدفون القيام بهذه العملية أثناء القمة لإفساده وإثبات أن السعودية غير قادرة على السيطرة على حدودها، وبالتالي عدم دعمها في التحالف العربي ضدهم، فضلًا عن كونه الأنسب للجماعة بعد انتهاء الاستعدادات وإتمام القوة. وتابع عوني، في تصريح ل"الوطن"، أن هذه العمليات تهدف إلى جر المملكة العربية إلى الدخول في نزاع بري، وإشعال حرب عصابات على الحدود، ولإثبات أن العمليات العسكرية "عاصفة الحزم" لم تأتي بثمارها وباءت بالفشل. نفس الأمر أكده الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات الخليجية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والخبير في الشؤون العربية، أن الحوثيين استغلوا انشغال القادة العرب في القمة التشاورية وقاموا بهجمتهم في نجران، لإرباك واضعي القرار ووضع الرياض في موقف صعب، وتفتيت التفكير. وأوضح سلامة، أن الهجوم يهدف لمنع التحرك البري الذي تنشد السعودية القيام به، والتأكيد أن الجماعة سترد بعمليات شرسة في حال الهجوم عليها، لذلك فهي بمثابة "حركة استباقية" بأن الحرب لن تكون على الأراضي اليمنية فقط، بل ستمتد للأراضي السعودية إذا زاد التدخل. وأشار أن الحوثييون يهدفون إلى مصلحة إيران لتكون دول الخليج في موقف صعب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن ثم تقدم تنازلات سياسية في اللقاء المنتظر بينهم مع الرئيس الأمريكي أوباما بعد شهر للاستقرار على ما بعد الاتفاق النووي.