«صوتى لسيادة اللوا.. وإلا فلا».. عبارة كادت تتحول إلى هتاف من شدة اقتناعه بها، فالانتخابات دون عمر سليمان ليس لها وجود وصوته سيظل حبيسا داخله لن يمنحه لأى مرشح آخر، ما دام مرشحه المفضل خرج من السباق. هو حامد مبارك ابن قرية «العويضات» مركز «قفط» بمحافظة قنا، وهى مسقط رأس اللواء عمر سليمان المرشح المستبعد من الانتخابات. حامد يعتز بأنه أحد أبناء عمر سيلمان، ليس فقط لأنه بلدياته ولكن لأنه يراه قويا وقادرا على إنقاذ مصر من مصير مظلم بل يراه الرجل الوحيد الذى يملك مفاتيح حل الأزمة. حامد الذى يبلغ من العمر 40 عاما ويعمل محاسبا فى أحد بنوك القاهرة، كان أحد المتطوعين فى حملة سليمان: «مصر خسرته والمصريون لا يستحقون هذا الرجل». كان حامد يحشد الأصوات فى مسقط رأسه بل إنه كان يسافر خصيصا ليجمع التوكيلات مع أسرته لمرشحه، رغم أن «سليمان» لم يزُر القرية غير مرة واحدة، لكن حب حامد له يشفع له. وبصوت يملأه الأسى، وصف حامد استبعاد سليمان بالخسارة الفادحة؛ لأنه يراه رجل المهام الصعبة، استطاع أن ينجح فى الظل وكان مقبولا من كل التيارات: «ده كان مفروض يكون الرئيس من 20 سنة وكان يملك فى يده مفاتيح المستقبل السياسى والأمن للبلد». حامد لم يكن يوما من أبناء مبارك ولم يشارك فى الثورة لكنه كان يرفض التوريث وكان يؤيد وجود عمر سليمان نائبا لمبارك، وذلك لخبرته الطويلة فى الملفات الحساسة التى تخص الأمن القومى المصرى. حامد يرى المشهد الانتخابى سخيفا وأن المشوار إلى لجنة الانتخابات فى قريته فى الصعيد لا يستحقه أى مرشح، وقال: «لو كان اللواء عمر سليمان على قائمه المرشحين لكان السفر على قلبى زى العسل». وكان من الممكن أن يعتصم أبناء عمر سليمان فى ميدان التحرير وفى كل المحافظات التى أعطته أكثر من مائة ألف توكيل، لكن سليمان رفض أن يتسبب فى أزمه سياسية؛ لأنه رجل وطنى من الطراز الأول. ويرفض الشاب الصعيدى أن يعطى صوته لمرشح آخر كما فعل بعض أبناء مرشحه؛ لأن سيادة اللواء هو وحده من يستحق صوت حامد مبارك.