البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    إسكان النواب: مدة التصالح فى مخالفات البناء 6 أشهر وتبدأ من الثلاثاء القادم    أحمد التايب لبرنامج "أنباء وآراء": موقف مصر سد منيع أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    سموحة يستأنف تدريباته استعدادًا للزمالك في الدوري    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    مؤتمر أنشيلوتي: عودة كورتوا للتشكيل الأساسي.. وسنحدث تغييرات ضد بايرن ميونيخ    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    «فعلنا مثل الأهلي».. متحدث الترجي التونسي يكشف سبب البيان الآخير بشأن الإعلام    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    بسبب ركنة سيارة.. مشاجرة خلفت 5 مصابين في الهرم    مراقبة الأغذية تكثف حملاتها استعدادا لشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    الليلة.. آمال ماهر فى حفل إستثنائي في حضرة الجمهور السعودي    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو المجلس الوطني الفلسطيني: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» تضع إسرائيل في زاوية الاتهام وصولا لإدانتها
نشر في الوطن يوم 22 - 02 - 2024

قال الدكتور شفيق التلولى، عضو المجلس الوطنى الفلسطينى، إن المرافعة المصرية أمام محكمة العدل الدولية تضع إسرائيل فى زاوية الاتهام وصولاً لإدانتها.. وتمثل دعماً للدعوى المرفوعة ضد دولة الاحتلال.

المشهد فى غزة مأساوى ويدمى القلب.. والحكومة الحالية «يمينية» شكَّلتها الصهيونية المتطرفة واستخدمت «7 أكتوبر» ذريعة لإبادة الشعب الفلسطينى
واصفاً المشهد فى غزة بأنه مأساوى ويدمى القلب، ومن الصعب أن تسعفك العبارات لوصف الأوضاع والجرائم التى ترتكبها حكومة يمينية شكلتها صهيونية متطرفة.
«نتنياهو» دهس «حل الدولتين» تحت جنازير الدبابات.. و«القضية» لا يمكن أن تُترك دون حل.. والاحتلال قتل 44 كاتباً وفناناً ومبدعاً و94 أكاديمياً وعالماً و110 صحفيين
«نتنياهو» جنح إليها لأنه يعتبر الحرب عنواناً لبقائه وتجنبه أى عقاب فى الداخل الإسرائيلى، لأن مستقبله السياسى بات مهدداً بعد طلب مثوله أمام القضاء.
الموقف الفلسطينى بأكمله يرفض التهجير.. والمخطط لا يتوقف عند غزة وإنما يمتد إلى الضفة بطرد أهلها إلى الأردن.. والمقاومة لن تنتهى
وأوضح «التلولى»، فى حواره مع «الوطن»، أن إسرائيل تعمل على تصفية القضية، واستخدمت أحداث 7 أكتوبر الماضى ذريعة لإبادة سكان القطاع، فهى كيان يقوم على القتل وسياسة الفصل العنصرى، وكل الحكومات الإسرائيلية مُجرِمة، لكن الحالية أشد إجراماً ودموية وشراسة، لافتاً إلى أن الحرب فى قطاع غزة تأتى فى إطار مخطط تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى، وبالتالى نحن أمام إرهاب منظم مدعوم غربياً، لكن الموقف الفلسطينى والعربى يرفض التهجير، وهو ما ظهر جلياً فى موقف القيادة المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية، وإلى نص الحوار.
ما رايك فى المرافعة الشفاهية التى قدمتها مصر أمام محكمة العدل الدولية وأهميتها؟
- يعد الرأى الاستشارى لمصر الذى عرضته أمام «العدل الدولية»، فى غاية الأهمية، كونه يخرج عن دولة بحجم مصر لها دورها المؤثر سياسياً ما يشكل دعماً للدعوى المرفوعة ضد إسرائيل، فإن الرأى من الأهمية بمكان كمستند قانونى يؤكد إدانة إسرائيل بارتكاب جرائم جماعية بحق الفلسطينيين، صحيح أن هذا الرأى غير ملزم لكنه يضع إسرائيل فى زاوية الاتهام وصولاً لإدانتها، كذلك فإنه يحد من محاولات تسييس القرار القضائى من قبل بعض الفاعلين الدوليين، مثل الإدارة الأمريكية التى دأبت على ذلك، وتعطيل تنفيذه فى مجلس الأمن بفعل استخدام الفيتو المعتاد، حيث لا يمكن للبيت الأبيض وحلفائه مواجهة مصر وخسارتها لما لها من مكانة وموقع استراتيحى ودور فاعل على المستوى العربى والإقليمى والدولى، ويحسب لها حساباً ويخشى من تأثيرها الكبير كعضو فاعل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالى فدورها مؤثر على تلك الدول المنحازة لإسرائيل وفى فضح سياستها فى ممارسة ازدواجية المعايير من جهة أخرى.
كذلك يأتى الرأى الاستشارى استمراراً لدعم مصر للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطينى، واستمرار نضاله الدؤوب والمستمر من أجل تقرير مصيره ورفضاً لكل أشكال الاحتلال والحصار الذى يتعرض له ما يعزز من صموده وثباته، ويفوت الفرصة على ما ترمى إليه إسرائيل من تصفية للقضية الفلسطينية عبر استمرار الحرب وصولاً لتهجير الفلسطينيين.
هل يمكن لتلك المرافعة أن تؤثر على الأرض وتحد من العنف والعدوان على غزة ورفح؟
- بالتأكيد هذا الرأى رد حيوى وفاعل على ما تنتوى إسرائيل فعله فى رفح من اجتياح برى لها، فهو بمثابة خط أحمر لعدم المساس بها بأى شكل من الأشكال، وتحذير من مغبة ارتكاب جرائم إبادة جماعية جديدة فى رفح استكمالاً لحلقات الحرب التى وصلت إلى حد المحرقة وأكثر.
الرأى الاستشارى المصرى استمرار لدعم «القاهرة» للشعب الفلسطينى وقضيته.. وهو بمثابة خط أحمر لمنع «تل أبيب» من الاقتحام البرى ل«رفح»
وكل ذلك يضع الرأى المصرى فى صدارة الآراء الاستشارية المقدمة للمحكمة الدولية، فضلاً عن امتلاك مصر للخبرة القانونية والقضائية العريقة التى تمكن أدواتها خلال المرافعة من التأثير على سير المحكمة.
وكيف ترى الفيتو الأمريكى الأخير ضد قرار وقف إطلاق النار المقدم من المجموعة العربية؟
- كان من المتوقع استخدام الفيتو الأمريكى الأخير ضد قرار وقف إطلاق النار، نظراً لانحياز الإدارة الأمريكية الكامل لإسرائيل بل للعبها دور الشريك معها فى تلك الحرب منذ أن اندلعت حتى اللحظة ومدها بالمال والأسلحة والعتاد، وهذا الأمر ليس جديداً فقد استخدمت الولايات المتحدة الفيتو مرات عديدة ضد القرارات المضادة لإسرائيل، ما يؤكد ممارستها سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير لحماية مصالحها، وهذا ما يهمها وليس حقوق الإنسان ولا قيم العدالة والحفاظ على القانون الدولى وقرارات الشرعية الأممية، التى طالما سعت لتعطيل تطبيقها وتنفيذها، فكل ما تفعله «واشنطن» هو لحماية كيانها الذى استزرعته فى المنطقة، ناهيك عن شرائها أصوات الناخبين اليهود والصهاينة وإرضاء اللوبى الذى يؤثر فى صناعة الرأى والقرار الأمريكى.
كيف ترى المشهد الحالى فى غزة؟
- المشهد فى غزة مأساوى ويدمى القلب، فالحرب طحنت قطاع غزة ودمرته تماماً، والحكومة الإسرائيلية الحالية هى حكومة يمينية شكَّلتها الصهيونية المتطرفة، وجنح إليها «نتنياهو» لتصفية القضية، واستخدمت ما حدث فى 7 أكتوبر الماضى ذريعة لتصفية القضية وإبادة الشعب؛ لأن إسرائيل كيان يقوم على القتل وسياسة الفصل العنصرى، وما حدث فى 7 أكتوبر الماضى رد على استمرار سياسة القتل ومحاولات التهويد، فهذه الحكومة المتطرفة لم تبقِ على أى محرَّم إلا وفعلته، ومن الواضح أنها منفلتة، وماضية فى الحرب، وكل الحكومات الإسرائيلية مجرمة، لكن الحكومة الحالية أشد إجراماً ودموية وشراسة، وجميعها تتسابق لإرضاء الشارع الإسرائيلى على حساب الدم الفلسطينى.
وما سر جنوح «نتنياهو» لهذه الحكومة المتطرفة؟
- «نتنياهو» شخص متطرف، ويعتبر الحرب عنواناً لبقائه، والتخلص من مساءلته فى الداخل الإسرائيلى، فقبل عملية طوفان الأقصى كان يواجه أزمة تهدد مستقبله السياسى، وبات مطلوباً فى القضاء، ولديه العديد من الملفات التى من الممكن أن يُحاسب عليها، ولذلك واجه تصريحات الإدارة الأمريكية التى تتحدث عن حل الدولتين، لأنه لا يريد إنهاء الحرب، والشعب الفلسطينى يواجه هذا الإجرام منذ 75 عاماً.
هل هذه الحرب تأتى فى إطار مخطط تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى؟
- نعم.. كان من المتوقع أن يقوم الاحتلال بعملية عسكرية، لكن العملية التى يقوم بها ضخمة ورهيبة، أجبرت سكان غزة على النزوح إلى رفح، شمال قطاع غزة، ويتم الضغط على المواطنين للهروب من الحرب، بعد اتباع سياسة القصف والقتل بالجملة، إضافة إلى التجويع والحصار الشديد، وضرب كل الأبنية والمؤسسات، فهى حرب ممنهجة وتؤكد أننا أمام إرهاب منظم بما تعنيه الكلمة، فهناك إمعان فى سياسة المحو التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية، فهم الآن يعملون على محو قطاع غزة وطمس الهوية الفلسطينية، وهذا ما تريده دولة الاحتلال وفق العقيدة التى تأسست عليها؛ عقيدة القتل والإقصاء والتنكيل والتهجير، والموقف الفلسطينى بأكمله يرفض هذا التهجير، والشعب الفلسطينى صامد، وموقف القيادة المصرية أيضاً يدعم القضية والشعب الفلسطينى، بعد رفضها التهجير منذ اللحظة الأولى، كما رفضت التحكم فى معبر رفح بالطريقة التى يريدها الاحتلال، وبالتالى نحن أمام مخطط لتصفية القضية، وهم يتسابقون مع الزمن، سواء كانت أمريكا أو إسرائيل، لأن الانتخابات الأمريكية على الأبواب، ولكن لا يمكن أن ينجحوا فى مخططهم، ولو كان الأمر بتلك السهولة لاستطاعوا تحقيق ذلك قبل 75 عاماً، فالشعب صامد وثابت.
الصمود والثبات يحتاجان إلى مقومات وممرات إنسانية للغذاء وتأمين المدنيين لمنع تهجيرهم
لكن هذا الصمود يحتاج لوجود مقومات للحياة.
- نعم.. الصمود والثبات يحتاجان إلى مقومات، وممرات إنسانية للغذاء وتأمين المدنيين لمنع نزوحهم إلى خارج الحدود الفلسطينية، وهذا دور ومسئولية المجتمع الدولى، وكل الدول التى يجب أن تقف على قدم واحدة لحماية الشعب الفلسطينى من الضياع والشتات، وهو أمر ليس سهلاً، فهل استطاعت إسرائيل أن تثبت أركانها فى هذه الأرض منذ 75 عاماً؟ لا.. لم تستطع دولة الاحتلال تثبيت كيانها بكل ما تملك وكل ما تنفذه من جرائم، والعالم يعلم ذلك.
البعض يرى أن إسرائيل كانت على علم بهجوم «طوفان الأقصى» لكنها لم تمنعه ليكون مبرراً لجرائمها.. ما رأيك؟
- ربما لا يكون هذا الرأى دقيقاً، وإن كان كذلك فهو أمر فى منتهى الخطورة على الشارع الإسرائيلى نفسه، الذى يعانى من أزمة عنيفة تضرب النظام السياسى، ف7 أكتوبر الماضى كان بمثابة هزة كبيرة وتحول قوى، أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، وبالمناسبة حكومة الاحتلال ليست بحاجة إلى مبرر لتنفيذ مخططات تدمير غزة، فمنذ احتلال الأرض الفلسطينية وهى تنفذ المجازر، وكل الحكومات الإسرائيلية عملت على قتل الفلسطينيين، لكن هذه الحكومة هى الأكثر تطرفاً وعنصرية.
لكن الشعب الفلسطينى هو الخاسر الأكبر فى هذه الحرب.
- إسرائيل بعملياتها الحالية وضعت أهدافاً عسكرية تتطلع إلى تحقيقها، وأهدافهم هذه المرة متمثلة فى المدنيين، و«نتنياهو» وحكومته نفذوا مجازر كبيرة بحق الفلسطينيين، فالإنسان الفلسطينى أغلى ما نملك، وعلينا أن نناضل من أجل الحصول على حقوقنا ووجودنا، وعلينا أن نعلم كيف ومتى نقاتل، وكيف نحافظ على شعبنا، فمهما كان الأمر فلا مبرر لقتل الفلسطينيين بهذه الوحشية، وعلى العالم أن يحمى الفلسطينيين، ويتخذ إجراءات لمواجهة الاحتلال، وأمريكا يجب أن تتوقف عن دعمها لإسرائيل، ولا بد من إقرار الهدنة لمواجهة المجاعة الكبرى فى غزة، فلا يوجد طعام أو مقومات للحياة، ويجب أن يعيد العالم مسار الحل السياسى، وأن يتوقف العدوان، وبعدها نتحدث عن اليوم التالى الذى سيحدده الشعب الفلسطينى من خلال إطار وطنى جامع، نتوافق خلاله على برنامج سياسى واستراتيجية جديدة، برعاية مصر والعرب، ورؤية شاملة للحل.
ألا ترى أن أمريكا دعَّمت إسرائيل ومنعت صدور قرارات دولية ضدها؟
- أمريكا أعلنت دعمها لهذه الحرب منذ خطاب «بايدن» الأول، وتبعته تصريحات أنتونى بلينكن، وزير الخارجية، فى جولاته المكوكية، لأن «واشنطن» تعتبر إسرائيل حليفاً لها، وتمثل دور الشريك الدائم، وعندما وقعت أحداث 7 أكتوبر وقفت أمريكا على قدم واحدة واعتبرت أن ما حدث يمس هيبتها فى المنطقة، لأن أمريكا وبعض الدول الأوروبية أسهمت فى زرع هذا الكيان بالمنطقة؛ لخدمة مصالحها ولضرب العمق العربى، وبالتالى تمثل إسرائيل قاعدة مهمة لهم، تستطيع من خلالها أن تصبح هى المسير للنظام الدولى أحادى الجانب، والسبب الآخر للدعم الأمريكى أن الحزب الديمقراطى أراد شراء الأصوات اليهودية والصهيونية وهو على أعتاب انتخابات، حتى ولو كان فى مقابل خسارة أصوات العرب والمسلمين؛ لأنه يعتبر أن الخميرة الرئيسية تكمن فى تأثير اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة، الذى سيرجح فوز الحزب الديمقراطى مرة أخرى فى الانتخابات المقبلة.
إذاً كيف ترى تصريحات أمريكا عن العودة لطرح حل الدولتين؟
- الآن أمريكا فى موقف صعب للغاية، فما جرى من حرب وما يحدث من مجازر، جعل «بايدن» يحاول تعديل خطابه نحو منحى عاطفى وإنسانى، حتى يقول للعالم إن هذا ليس وجه أمريكا، وليست هى من تورطت فى الحرب، وإنها بريئة من قصف المدنيين والأبرياء، وتعلن رفض ذلك، فهى دائماً ما تتحدث بلسانين وخطابين مختلفين فى معظم الأحيان، وأرى أن التحولات التى طرأت على الخطاب الأمريكى هى تحولات شكلية وليست جوهرية، والجوهر أنها تدعم إسرائيل؛ لأنه عندما يقوم الجيش الإسرائيلى بعملية مثل التى رأيناها فى رفح، تعتبر ترجمة لتصريحات سابقة ل«نتنياهو» وحكومته المتطرفة بأنهم يستعدون لشن عملية كبيرة فى رفح التى نزح إليها غالبية سكان غزة، وهذا لن يتم إلا بموافقة أمريكية.
رأينا عملية بسيطة فى رفح الفلسطينية وتحرير أسيرين.. هل ستستمر هذه العمليات؟
- عملية رفح لتحرير الأسرى ستكون فزاعة وذريعة أيضاً لإجبار العالم على السكوت، وطالما أن الإدارة الأمريكية تساندهم فى ذلك، فربما يُقدم «نتنياهو» على المزيد، لأن ذلك يمثل له طوق نجاة من المساءلة، وحكومته ترى أن «طوفان الأقصى» مست كيان الاحتلال، ويجب استعادة الأمن، ولذلك لن يعود عن خططه، وإذا ما أقدمت حكومته على ارتكاب المزيد من الأحزمة النارية، التى اعتادت تنفيذها قبل التوغل البرى فى أى منطقة فلسطينية، ستكون مقدمة لعملية اجتياح كامل، وإذا حدث ذلك سيكون مجزرة كبيرة، وهذا ما يسعى إليه «نتنياهو» على حساب الفلسطينيين ودمائهم، وفرصة من وجهة نظره لتنفيذ عملية التهجير، والمخطط لا يتوقف عند غزة، فالضفة ليست بعيدة عن ذلك، ومشروعهم هو تهجير أهل الضفة أيضاً وطردهم إلى الأردن بنفس الطريقة والأسلوب.
وكيف ترى تصريحات وزير الخارجية البريطانى بشأن حل الدولتين؟
- العالم يدرك أنه لا يمكن إبادة الشعب الفلسطينى، والعقيدة الإسرائيلية تسعى لتصفية القضية، ورغم ذلك لن ينتهى الشعب، ولن تنتهى أى فكرة على الأرض، ولو كان ضرب المقاومة يجدى لكانت المقاومة انتهت، والخطر الحقيقى هو الهجرة الطوعية التى يُجبر عليها الشعب، والتى تتم عندما تنعدم كل مقومات الحياة، فعندما تنعدم سبل الحياة سيغادر الشباب والأسر الفلسطينية إلى خارج الحدود، وسيخرج الكثير من السكان، فإسرائيل تقضى على مقومات الحياة لتحدث هذه الهجرة، وربما قد ينجح «نتنياهو»، ولو بشكل جزئى، فى تنفيذ مخططه، فالأمر صعب للغاية، والشعب يمكن أن يحتمل إلى حد ما، لكن إلى متى يستطيع أن يظل صامداً؟! فلم يسبق وسجل التاريخ مثل هذه الحرب فى بقعة من العالم، وبالعودة إلى تصريحات حل الدولتين، أرى أن من يصرح بهذا عليه أن يتخذ موقفاً تجاه ما يحدث وألا يكون تصريحاً إعلامياً فقط.
إذا كان هذا هو المشهد الحالى.. فكيف ترى اليوم التالى لانتهاء هذه الحرب؟
- اليوم التالى سيكون بيد الفلسطينيين أنفسهم، ولا أحد يقرر مصيرهم نيابة عنهم، ويجب أن تنخرط كل الفصائل الفلسطينية فى هذا الإطار الوطنى، لكن علينا أن نؤكد أن اليوم التالى مرتبط باليوم الحالى، فيجب أن تنتهى الحرب أولاً لنتحدث عن اليوم التالى، فلا معنى لليوم التالى إذا لم يكن هناك وقف تام لإطلاق النار وعودة النازحين، وإعادة إعمار غزة فوراً، والتعويض عما حدث، والأهم إنهاء الملفات العالقة مثل الأسرى والاستيطان، وفى المقدمة لا بد أن يعاد مسار العملية السياسية إلى نصابه، وأن يفضى هذا إلى إنهاء الاحتلال، والعودة إلى قرارات الشرعية الدولية، وأن يتم عقد مؤتمر للسلام والإعمار.
هل يمكن أن تكون هناك وحدة بين الفصائل الفلسطينية؟
- يجب أن تكون كذلك، وأعتقد أن الجميع يدرك أهمية الوحدة الآن، ويجب أن تبدأ هذه الوحدة فوراً، وآن الأوان للعودة إلى الإطار الوطنى الفلسطينى، وعلينا العودة إلى ما وضعته «القاهرة» من سيناريوهات سابقة لإحراز المصالحة الفلسطينية، وأعتقد أن كل الفصائل لن تعارض فى ذلك لبناء سياسى موحد، وأساس ذلك أن نكون وفق المنظومة الدولية، فنحن لا نغرد منفصلين عن الكون، ونحن نطالب بوجود دولة، وعلينا أن نتوحد أولاً، وبخاصة «حماس» عليها أن تعود للخلف قليلاً.
كيف يمكن حل القضية وعلى أى حدود يمكن أن تتم؟
- «نتنياهو» دهس حل الدولتين تحت جنازير الدبابات وقصف الطائرات وقتل المدنيين، لكن إن أراد العالم أن يعيد إحياء هذا الأمر، فيجب على أمريكا أن تلزم إسرائيل بوقف عدوانها، فالأجدى أن تبدأ أمريكا، التى طرحت هذا الموضوع فى الانتخابات الأمريكية على لسان «بايدن» وحزبه الديمقراطى، بإجراءات فعلية، وأن تكون جادة فى هذا الأمر، وألا تكون تلك التصريحات مجرد شعار تكتيكى، لأنه ما إن وصل «بايدن» إلى البيت الأبيض، لم يعد يتحدث عن حل الدولتين، وانشغل بملفات أخرى، والآن أصبحت القضية الفلسطينية فى الصدارة، ولا يمكن أن تُترك دون حل.
هل نحتاج إلى المقاومة طوال الوقت أم نحتاج أحياناً لهدنة وتفاوض؟
- المقاومة الشعبية ناجعة، لكن بحاجة إلى بناء استراتيجية لا تضعنا فى مأزق أمام العالم، الآن يجب أن نقف مع أنفسنا، ونراجع وندرس نضالنا بشكل جيد، ونحن لا نملك سوى الدفاع عن أنفسنا، وهذا حق لنا بالطريقة التى تبقينا مناضلين لاستعادة حقوقنا، وأن نوضح وضعنا كضحية ولسنا الجلاد، فالعالم عليه أن يعرف الحقيقة.
الحرب أيضاً كانت على الثقافة والهوية الفلسطينية.. صف لنا هذا.
- نعم.. منذ النكبة وحتى الآن والاحتلال يستهدف الثقافة الفلسطينية ومكوناتها، عبر قتل الأدباء والمبدعين، فهى حرب وجود، وهم يريدون طمس الهوية باغتيال الثقافة الفلسطينية، والشواهد كثيرة، وفى الحرب الأخيرة دمروا كل الصروح الممتدة على شاطئ بحر غزة سواء المعالم الثقافية أو الأثرية، بل وأهمها، فقد دمروا المسجد العمرى الكبير، ودمروا الكنائس، وقتلوا 44 كاتباً وفناناً ومبدعاً، و94 أكاديمياً وعالماً وتربوياً، وقتلوا 110 صحفيين؛ لطمس الصورة والقضاء على الثقافة، وكل من كان يسهم فى السردية الفلسطينية، بل ونهبوها قبل التدمير، وسرقوا تماثيل ومنحوتات فى غاية الأهمية، لذلك فالثقافة مستهدفة بشكل كبير، فلم تبق فى غزة أى مؤسسة ثقافية أو مكتبة، ولك أن تتخيل تدمير كل هذا المنتج الثقافى، وما تبقى من النهب والسرقة أصبح تحت الركام.
الاحتلال دمر منزلى فى غزة.. وأبنائى قصدوا المخيمات.. ولا أملك سوى منحهم الأمل والصبر
علمت أنك كنت مقيماً فى غزة وخرجت منها قبل الحرب بأسبوع.
- نعم.. كنت فى مهمة خارج غزة، والمفارقة أننى لم أغادرها لأكثر من عشر سنوات، والمؤلم أن أسرتى وأبنائى هناك، وأنا لست معهم، ولدى ثلاثة أولاد؛ ولدان وبنت، وعلمت أن بيتى فى غزة تم تدميره، وهناك منزل آخر فى جباليا تم تدميره، وهذا جعل أبنائى يهربون، منهم من ذهب إلى خان يونس، ومنهم من قصد مخيم الصناعة، وابنتى ذهبت إلى مخيم المغازلة، والآن ابنى فى رفح، وابنى الآخر وشقيقته فى الزوايدة، ونتواصل كلما سمحت شبكة الإنترنت بالاتصال، ولا ندرى أين يذهبون فلا يوجد مكان آمن، وهذا هو وضع الشعب بأكمله، وأتمنى أن يظلوا أحياء، وأن يكونوا بخير، فأصعب ما فى الأمر هو الشعور بالعجز، ولا أملك سوى منحهم الأمل والصبر، وبإذن الله يجتمع شملنا جميعاً مرة أخرى.
السر وراء التصعيد المستمر
تصاعد الأحداث سببه بحث إسرائيل عن أى نصر حتى وإن كان وهمياً، و«نتنياهو» يريد أن يعود للشارع الإسرائيلى ويقول له إنه قادر على إنهاء مقدرات المقاومة، وإنه استطاع أن يستعيد الأمن والردع وهيبة جيش الاحتلال، ومن الواضح أن رفح فى عين العاصفة، إلا أن أمريكا حذرته من المساس بالحدود؛ لأنها تخشى على إسرائيل من أن تصطدم بمصر، أو أن تتوسع الحرب إلى خارج قطاع غزة، لأن الإقليم بأكمله متوتر، وبالفعل تمددت الحرب فى البحر الأحمر وفى جبهات أخرى، وإسرائيل تريد أن تضع أمريكا أمام خيار التأييد لعملياتها بحجة استعادة الأسرى.
والهدف الحقيقى لعملياتها فى رفح هو إجبار الفلسطينيين على التهجير القسرى إلى سيناء، ولن تقبل مصر أن تُمس هيبتها، ولن تقبل أن تفرض إسرائيل عضلاتها، ففى واقع الأمر حتى وإن كانت إسرائيل تتحدث عن عدم رغبتها فى الاصطدام بمصر، لكنها تفرض معركة على الأرض، ومصر لن تسمح بأن تُمس عسكرياً، وهنا الموقف الأمريكى عليه أن يحدد توجهاته؛ هل سيستمر فى دعم إسرائيل، وتحديداً فى رفح، ويتناسى أن الورقة المصرية ورقة مهمة، وأن الدور المصرى فاعل ومؤثر على المستوى العربى والإقليمى والدولى؟!
عقدة الأمن
إسرائيل تعانى من عقدة الأمن لأنها دولة لقيطة وسط العرب، و«طوفان الأقصى» تسبب فى هزة أمنية كبيرة فى الداخل الإسرائيلى، والحكومة المتطرفة اتخذت أسلوب القتل والمجازر طريقاً لها، وكانت تتصور أنها ستردع الفلسطينيين، وترضى الداخل الإسرائيلى، لكن هذا لم يجدِ نفعاً، والمقاومة ومعطيات المعركة على الأرض خالفت التوقعات، ولذلك عندما نقول إن هناك انهياراً فى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فهذا ليس بسبب ما حدث فى 7 أكتوبر الماضى، وإنما قبل ذلك، لأنهم عملوا على إسكات الفلسطينيين بقوة السلاح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.