ببدلته البيضاء وقامته القصيرة وذقنه المميزة، يقف الرئيس المعزول محمد مرسي، وسط 14 آخرين من زملائه في جماعة الإخوان، يتذكرون ما حدث في ديسمبر عام 2012، عندما سقط شهداء على يد أنصارهم، وبسبب تحريضهم، فهم الآن مجتمعون في يوم الحساب، حيث الكلمة الأولى والأخيرة ستكون للعدالة. جلسات محاكمة المتهمين شهدت العديد من المواقف، التي جسدت كبر الإخوان وعدم اعترافهم بما ارتكبوه من أخطاء أدت إلى سقوط شهداء، ففي الجلسة التي عقدت في بداية فبراير، ظهر المتهمون في القفص، وهم يديرون ظهورهم إلى هيئة المحكمة، في هدوء تام، قبل أن يكسر البلتاجي هذا الهدوء، قائلًا: "إحنا مش في محاكمة، إحنا مش سامعين حاجة خالص.. إنت في إيدك المفتاح تخلينا نسمع، ونتكلم وإحنا مش سامعين حاجة". الرئيس المعزول محمد مرسي هو الآخر قطع هدوء سير المحكمة، وطالب بقطع الجلسة لإقامة صلاة الظهر، قائلًا: "أنا مش سامع حاجة عايز أرد على رئيس المحكمة، وعايزين نرفع الجلسة للصلاة"، وأجلت الجلسة لعدة أيام، ليعود المتهمين مرة أخرى للظهور أمام وسائل الإعلام في نفس القضية، وبضحكته التي يعرفها الجميع، وفي استفزاز لمشاعر الحاضرين، ظهر البلتاجي منتصب القامة، رافعًا شعار "رابعة"، أثناء دخوله قاعة المحكمة، ثم طالب المحكمة بالجلوس مع محاميه قبل انعقاد الجلسة. في مارس العام الماضي، عاد المعزول ورفاقه للظهور مرة أخرى، وفور دخولهم قاعة المحكمة رفع جميع المتهمين شعار "رابعة"، ورددوا هتافات ضد السلطة الحالية، قائلين: "يسقط يسقط حكم العسكر"، وفي الحادية عشر من صباح يوم 23 أكتوبر، بدأت جلسة جديدة في المحاكمة، وفور دخول المتهمين ألقوا التحية على دفاعهم، والتحدث إليهم بلغة الإشارة والورقة والقلم من خلال وضع الورق أمام القفص لقراءتها. "شد حيلك في الامتحان بقى".. تلك كانت كلمات القاضي رئيس المحكمة، التي تنظر قضية أحداث الاتحادية، لمحمد البلتاجي الذي طلب من هئية المحكمة الاعتذار عن حضور الجلسة، والذهاب إلى الامتحان في الدراسات العليا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الذي كان سيبدأ في الواحدة ظهرًا، لتستأنف المحكمة جلستها وقتها، في يناير الماضي.