فى ظل الإجراءات الصارمة التى أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات لمحاصرة ظاهرة شراء أصوات الناخبين ومنع أى شخص من تصوير بطاقة التصويت بالموبايل قد تصبح مسألة ضمان وفاء المواطن الذى يفكر فى بيع صوته فى سوق الانتخابات «عويصة» جداً.. فمن يضمن أن يلتزم البائع بالتصويت لصالح المرشح صاحب «النفحة» أو «الوهبة»؟ خصوصاً أن الكثير من المصريين استمعوا ذات يوم إلى كلام «المخلوع» عندما شاعت حكاية شراء أصوات الناخبين فقال لهم ناصحاً: أنا عارف إن فى ناس بتبيع صوتها، أنا معنديش مانع إنك تاخد من المرشح فلوس بس لما تخش اللجنة انتخب اللى انت عايزه! ويبدو أن «خرف» الكبر أنساه أن دم «النصب الرئاسى» كان يسرى فى عروق المرشحين «رجالته فى الحزب المنحل»؛ لذلك كانوا يأخذون على المواطن الغلبان الذى يبيع صوته الضمانات الكافية، ومنها تصوير البطاقة التى صوَّت فيها وعليها علامة (صح) على اسم المشترى! ماذا سيفعل المرشح الذى يريد شراء الأصوات؟ الزيت والسكر واللحمة هتخلى الناس تلاغيه وتقول له: «كلنا معاك يا ريس»، لكن الأكل والشرب هيكون «اتهضم» ساعة «الطلق» الانتخابى، والكل عارف أننا معاشر المصريين ننسى «إحنا كلنا إيه إمبارح». السبيل الوحيد لضمان الحصول على الصوت هو «المصارى»، والمصرى بيحب ياخد حقه ناشف يشترى بيه اللى هو عايزه، وبعض المرشحين لا يوجد لديهم مانع من دفع السعر «كاش»، لكن العقدة فى الضمانة التى يمكن أن يحصل عليها لكى يصوّت له الناخب اللى هبش «القرشينات»! لقد فكرت مليّاً فى هذا الأمر وهدانى تفكيرى إلى حل وحيد يمكن أن يشكل مخرجاً من المأزق. المخرج هو «الحلفان».. بمعنى أن يحلف المواطن «المرتشى» للمرشح «الراشى» بأنه سوف يعطيه صوته طالما قبض «الثمن»؛ لأنه من الصعب أن يخون المواطن حلفانه. على أن يشترط المرشح ألا يحلف المواطن ب«الطلاق»؛ لأن البعض يحلف بذلك «عمال على بطال» من على طرف لسانه طبعاً. بايع صوته لا بد أن يقسم بالله أو بالمصحف الشريف بأنه سوف يصون الاتفاق ويؤشر بنعم أمام اسم المرشح، وأقترح أيضاً أن يشترط المرشح على الناخب أن يدعو على نفسه باللعنة إن خان عهد «الرشوة»! كده المرشح يكون فى الأمان وضامن حقه فى جيبه بعد أن حشا جيب الناخب ب«اللى فيه القسمة». وأرجو ألا يستخف البعض بهذا الاقتراح ويصفوه بأنه غير مجدٍ مع الثقافة المصرية التى تقول: «قالوا للحرامى احلف قال جالك الفرج»، فلن يستطيع أحد أن يحلف ثم لا يصدق فى حلفانه وهو يعلم إن اللى «أبّجه» قادر يدعى عليه دعوة تسخطه رئيس!