مبنى عال ناصع البياض يطل على أطول أنهار العالم، خلفه أكبر متاحف مصر الواقع على ميدان شهد ثورتين في أقل من ثلاث سنوات، يتحول لونه في الأولى منهم من الأبيض إلى الأسود "المتفحم" بعد الحرق، ورجاله من الصدارة إلى السجون، بعد أن ثار الشعب المصري ضده وأطاح بنظامه في 25 يناير 2011، إنه مبني "الحزب الوطني المنحل". 28 يناير أو "جمعة الغضب" شهد حرق المقر الذي كان رمزًا ل"القوة السياسية" في مصر لمدة 30 عامًا، ليأتي مجلس الوزراء، أمس، وبعد ما يقرب من 4 أعوام، ويسدل الستار ويأتي بنهاية الرواية لمبنى كثرت الأقاويل حوله، ليكون مصيره الهدم، بعدما وافقت الحكومة، بتولي محافظة القاهرة السير في إجراءات هدمه مع إسناد أعمال الهدم للهيئة الهندسية للقوات المسلحة. المقر كان للاتحاد الاشتراكي الذي تأسس في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قبل أن يكون مقرًا للحزب الوطني المنحل. وترصد "الوطن" صورًا تصف رحلة مبنى الحزب الوطني المنحل من مركز تدار منه الدولة إلى الهدم...