ربما لم يكن "أحمد محسن" هادئًا وصلبًا وهو يصارع الموت على شاطئ بورسعيد كما كتب في آخر تدوينات له عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك" في العاشر من الشهر الجاري، عبارة "كن هادئًا، صلبًا، نظيفًا". "أنا محتاج مساحة للتنفس لأني على بُعد خطوة من الحافة".. ترجمة العبارة المكتوبة بالإنجليزية على الصورة الشخصية التي ارتضى طالب الفرقة الأولى بكلية العلوم جامعة حلوان، أن تعبر عن حالته على "فيس بوك"، قبل أن يذهب دون عودة في رحلة لبورسعيد أطلقتها جامعة حلوان، استقبله فيها الموت. يقال إن الميت يشعر قبل وفاته بأنه على وشك الوصول لآخر الرحلة المؤقتة، وعلى شفا حفرة من الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها البشر، فعبّرت الصفحة الشخصية للطالب أحمد محسن عما جال في خاطره مقتبل الشهر الذي شهد حادث وفاته، حيث نشر مقتطفًا من كتاب "المحاسن والأضداد" للجاحظ يستأنس المتكلم فيها وحشة القبر يقول في المقتطف: "قال ابن داحة: كان عبدالله بن عبدالعزيز بن عمر بن الخطاب لا يجالس الناس. فنزل مقبرة من المقابر، وكان لا يزال في يده كتاب يقرؤه، فسُئل عن ذلك فقال: لم أر أوعظ من قبرٍ، ولا آنس من كتابٍ، ولا أسلم من الوحدة". دشن زملاء الفقيد صفحة على "فيس بوك" أطلقوا عليها اسمه تخليدًا له، معلقين على التدوينة التي نشروها كآخر تدوينة له قال فيها: "مرة واحد مصري رجع نزل من البيت رجع سليم مات من الفرحة"، إلى جانب نشر صوره التي نشرها عبر صفحته الشخصية ملتقطًا فيها صور "سيلفي"، وأخرى يشاركه فيها أصدقائه. وقالت إيمان مصطفى، "المعنى الحقيقي لوجع القلب والفراق، كان حاسس إنه هيفارقنا في لحظة، لا حولا ولا قوة إلا بالله"، وأضافت شيماء طلعت: "أقسم بالله قلبي بيتقطع، ربنا يرده ويرحمه من اللي هو فيه ويصبر أهله"، فيما وجه أحد أصدقائه نصيحة لأهله: "أنا بورسعيدي وهم فعلًا مش هيلاقوه إلا بعد 3 أيام علشان هيطفو بس نصيحة أخويا مني ليك ولأهل الشهيد خليهم يرحو المينا بتاعة الصيد ويقولو للصيادين اللي هناك عشان يدوروا، والصيادين هم اللي هيجيبوه مش الغواصين اسمع مني وصدقني اللهم بلغت اللهم فأشهد". وأعرب الطلاب عن استائهم الشديد من تأخر الجهات المعنية في البحث عن جثة الطالب الغريق في اليوم الأول للواقعة، وقالت أميرة محمد: "يارب أحرق قلب كل واحد تهاون في إنقاذه ربنا ينتقم منكو عايزين أيه مننا يا بلد ياللي أرخص ما فيكي أروحنا"، وأضاف أحمد شاكر: "بسم الله ياهادي الضلال وراد الضالة أردد علينا ضالتنا أحمد محسن بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك"، وتابع منياوي Uwk: "اللهم يا من رددت يوسف بن يعقوب إلى أبيه رد إلينا ضالتنا".