أزمة جديدة مع الرقابة على المصنفات الفنية تلقى بظلالها على الحركة الفنية، وذلك بعد أن رفضت الرقابة التصريح بعرض مسرحية «عاشقين ترابكI Don,t Under Stand» التى تنتجها فرقة مسرح «الساحة» التابعة للبيت الفنى للمسرح، من تأليف ياسر علام، وإخراج محمد الشرقاوى، التى كان مقرراً افتتاحها الخميس الماضى، حيث أبدت لجنة الرقباء العديد من الملاحظات على العرض، ورفضت التصريح له، وقامت بتشكيل لجنة أخرى لتشاهده، والبت فى الملاحظات التى اعترضت عليها اللجنة الأولى. محمد الشرقاوى مخرج العرض، تحدث ل«الوطن» قائلاً: «كان من المفترض افتتاح العرض يوم الخميس، وبالفعل أقيم مؤتمر صحفى بحضور رئيس البيت الفنى للمسرح، ومدير الفرقة، وذلك بعد أن شاهدت اللجنة الأولى العرض يوم الأربعاء فى بروفة نهائية، وفوجئت بمن يخبرنى أن الرقابة معترضة على بعض المشاهد بالعرض، ولم تمنح التصريح بالعرض مما جعلنا نقدم العرض للجمهور دون تذاكر وكأنه مجرد بروفة». وعن المشاهد التى اعترضت عليها الرقابة فى المسرحية، قال «الشرقاوى»: «هناك مشهد ننتقد فيه الأحزاب المدنية والدينية وهو من المشاهد التى اعترضت عليها الرقابة، واعتبرتنا ننتقد الحزب الحاكم، وأيضاً هناك مشهد افتراضى من خيال المؤلف فى حالة عدم نجاح ثورة يناير، حيث نقدم مؤتمر الحزب الوطنى عام 2014 عندما أصبح جمال مبارك رئيساً للجمهورية، ونعرض فى شكل ساخر ما وصل إليه حال البلد فى هذه الفترة، وهو ما اعتبره الرقباء نوعا من «التشفى» فى النظام السابق ورموزه، وهو الشىء الذى لم أفهمه على الإطلاق». وأضاف: «أتعجب من أن نكون فى عصر ما بعد الثورة التى كان من أول مطالبها الحرية، وفى نفس الوقت يحدث حجر على حرية الإبداع، وبالتالى فلن أحذف أى مشاهد أو جمل حوارية من العرض مهما حدث، لأنه فى النهاية تعبير عن رؤيتنا كمجموعة عمل». وفى اتجاه آخر أكد المخرج ماهر سليم رئيس البيت الفنى للمسرح احترامه للرقابة على المصنفات الفنية ولوائحها وقال: «لو أن هناك تقريرا رقابيا به ملاحظات سيتم الأخذ بها، طالما أننا ارتضينا أن نعمل من خلال لوائح وقوانين الرقابة، وهذا يعد احتراما للديمقراطية التى نادينا بها، فإذا كان هناك أى اعتراض على ما جاء فى التقرير فلتكن المطالبة لإلغاء الرقابة، وطالما هذا لم يحدث فلنرتضى حكمها ونلتزم به». ومن جانبه أكد الدكتور عبدالستار فتحى رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية احترامه لحرية الإبداع وإن كان لم يصل إلى علمه حتى الآن أى تقارير بخصوص المسرحية، وقال «فتحى»: «أنا ضد الحذف من أى عمل فنى، ومع مناقشة المبدعين للوصول إلى صيغة تفاهم بشأن أى عمل فنى، ومن حق أى مبدع أن يطلق خياله وافتراضاته فى أى أحداث». وأشار «فتحى» إلى أنه سيدرس تقارير الرقباء حول المسرحية، وسيصل لصيغة تفاهم لتحقيق مبدأ حرية الإبداع، وعدم التجاوز فى حق حريات الآخرين فى آن واحد. المسرحية بطولة محمد يوسف، وهاجر جاد، ورانيا الخطيب، وأحمد زكريا، وهالة سرور، ومحمد زكى، ونورهان الجوهرى، ومحمد زيدان، ونورا نور، وعبدالله سليم، وحمدى عزيز.