بعد انفراد «الوطن» على مدار اليومين الماضيين بنشر التقريرات السرية للدولة عن أحوال الشباب فى مصر، نواصل عرض «التقارير السرية» عن أوضاع الشباب، لكن تلك المرة ليست على المستوى الخدمى أو تحسين مستوى معيشة شرائح شبابية كبرى فقط، ولكن ننشر خطة للدولة نُسيت خلال السنوات الماضية بعدما أعدتها المجالس القومية المتخصصة فى عهد المشرف العام السابق عليها كمال الشاذلى، ونُوقشت بداخلها فى مارس 2004، بواسطة نخبة من الخبراء والعلماء قبل أن يتم رفعها إلى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بهدف إعداد الشباب ليتولوا المواقع القيادية بها، وتجهيز «رواد جدد» على غرار أحمد زويل، ومجدى يعقوب، وفاروق الباز، وبطرس غالى، ونجيب محفوظ، ورغم مرور قرابة 11 عاماً على التقرير، فإنه يتضمّن خطوات تنفيذية يمكن اتباعها حتى الآن للتنفيذ على أرض الواقع. وفنّد التقرير مستويات الريادة فى العمل مع الشباب فى ثلاثة أنواع، أولها الرائد المهنى، وهنا تكون الريادة متخصّصة فى المجال المهنى الذى يعمل فيه الفرد، ويتشعّب تصنيفه إلى ثلاثة مستويات أولها «الرائد الإدارى» وتتمثل واجباته ومسئولياته فى القدرة على القيام بعمل متميز فى مهنته من حيث التخطيط، والتنظيم والتنسيق، وإدارة الأفراد، ودعاية وإعلام، وعلاقات عامة، ورقابة وتقويم. أما ثانى التصنيفات فكان «الرائد المشرف»، وهو المسئول عن تقديم خدمات تخصّصية فى مجاله بشكل متميز، ومن أهم مسئولياته وواجباته تفسير وتوضيح أهداف وسياسات المؤسسة، والعمل كحلقة اتصال بين الإدارة والجماعة، والقدرة على بناء علاقات إنسانية خلّاقة من خلال تهيئة البيئة والمناخ المناسب الذى يُسهم فى إنماء وتشجيع المواهب المبدعة، وتدعيم العلاقات الإنسانية بين الأفراد، وبعضهم بعضاً مع تشجيع مشاركتهم فى تخطيط البرامج التنفيذية، وما تتطلبه من تقدير للميزانيات، والاحتياجات، والتسهيلات لتنفيذها بشكل متميّز، أما ثالث مستوياتها فكان «الرائد المباشر»، وهو من يتعامل وجهاً لوجه مع المشاركين فى البرامج، كمن يعمل فى نادٍ رياضى، وملعب، وساحة، ونادٍ صحى، ومصنع أو مؤسسة تعليمية وغيرها، ومن أهم مهامه تنفيذ الخطة المرسومة، والوصول بالتعليمات المطلوب تنفيذها فى توقيت مناسب إلى من يهمهم الأمر، بالإضافة إلى تنظيم العمل والإسهام فى تعليم المهارات، وتوجيه وتقويم الأفراد لإنتاج عمل متميز. أما ثانى المستويات فكان «الرائد المتطوّع»، وشدّد التقرير على احتياج العمل إلى هذا المستوى من الريادة لاستكمال النقص فى الريادة المهنية على أن يتوافر لهذا المستوى من الريادة التطوعية القدرات والتخصصات التى تؤهلهم للعمل الريادى، ولهذا المستوى من الريادة إيجابيات وسلبيات؛ فمن إيجابياته القيام بتقديم خدمات للمجتمع والأفراد، مما يسهم فى اندماجهم فى العمل الجماعى، وتقديم خدمات فى التخصّص الدقيق، خاصةً فى مجالات الفنون المختلفة، مما يجعلهم قدوة ويحقق ذاتيتهم، فضلاً عن إتاحة الفرصة للاستفادة من ذوى الخبرة والموهبة والقدرة على العطاء، خاصةً من كبار السن، وتنوّع الخبرات والآراء والاتجاهات نحو تنفيذ البرامج، وبذلك تُستثار دافعية الأفراد والجماعات للمشاركة فى برامج متعدّدة، بالإضافة إلى توطيد العلاقات العامة بين الهيئات أو المؤسسات من جانب، وبين الأفراد والجماعات المشاركين فى البرامج من جانب آخر، وكذلك زيادة اهتمام الشباب للمشاركة فى البرامج، حيث إن الرواد المتطوعين للعمل غالباً ما يصطحبون معهم عدداً من الأعضاء التابعين، وبالتالى تنمو لديهم الاتجاهات نحو الممارسة والمشاركة فى البرامج، وكذا تلبية احتياجات الهيئات والمؤسسات غير القادرة على توظيف رواد مهنيين فى العمل مع الشباب وإدارة برامجها سياسياً وترويجياً، ومن ثم تستعين برواد متطوعين للعمل فى هذا المجال. ومن سلبيات «الرائد المتطوّع»، قال إن دوره يُعتبر ثانوياً، حيث يأتى فى الأهمية لديه بعد عمله الأساسى، ومن ثم قد يكون هناك تقصير فى العمل الريادى التطوعى، وكذلك عدم ضمان الانتماء الكامل لديه تجاه المؤسسة التى يعمل بها تطوعياً، إذ إن انتماءه غالباً ما يكون لعمله الأساسى الذى يتقاضى عنه أجره، وإثارة بعض المشكلات بسبب ميل الرائد المتطوع إلى التفوق على الرائد المهنى، وقد يدفعه ذلك إلى المطالبة ببعض الميزات الشخصية، وأيضاً المطالبة بعائد مادى فى بعض الأحيان، خاصةً إذا تفوق فى عمله على الرائد المهنى، فضلاً عن عدم الرغبة فى الاستزادة من الدراسة والتدريب فى المجال الذى تطوّع بالعمل فيه، وصولاً إلى غيرة الرائد المهنى من الرائد المتطوّع، ومحاولة إبعاده والتقليل من قدراته. أما عن «الرائد الطبيعى»، فقال التقرير إنه يقصد به الشاب الذى يتم اكتشافه من خلال التدريب على الأعمال الريادية، وممن توافرت فيه الاستعدادات والقدرات للقيام بهذا الدور، أثناء العمل بمعسكرات إعداد القادة، والمعسكرات الكشفية، والنشاط الطلابى بالمدارس والجامعات، وأيضاً من شباب المدرسين بالمراحل التعليمية المختلفة، والمشاركة فى الأعمال التطوعية الخاصة بخدمة المجتمع وتنمية البيئة، ويحتاج اكتشاف هذا النوع من الريادات إلى «عين قيادية فاحصة»، ثم متابعة لأعمال الشباب ودعمهم بالتحفيز المناسب لمستوى الإنتاج، سواء الفنى أو الأدبى أو الرياضى أو العلمى أو الاجتماعى، وما غير ذلك.