"عطية" و"رفعت".. شخصيات لا يربطها ببعضها شيئًا سوى ممثل بارع، وصل بهما إلى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وجه واحد ل"يحيى الفخراني"، تقمص باندماج صادق الشخصيتين دون أن تتلامس إحداهما مع الأخرى، ليحتلا المركزين 57 و60 في القائمة التي ضمت أكثر الأفلام المصرية إبداعًا على مدار تاريخها. لا شيء يجبر يحيى الفخراني، المولود في 7 أبريل 1945 بالمنصورة، على الدخول في عمل سينمائي، إلا أنه يستحق ويمس شيئا لدى الجمهور وفقًا لتصريحاته، ولأن متعته في التمثيل هي الاندماج مع شخصيات أعماله، حجز بفيلمين مكانين متميزين، الأول باحتلاله المركز 57 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية عن فيلم "خرج ولم يعد"، إنتاج 1985، وتدور قصته حول رحلة "عطية" الذي أجل زواجه من خطيبته 7 سنوات، ويمكث في منزل آيل للسقوط بإحدى حواري القاهرة، ويذهب إلى الريف لبيع قطعة أرض يملكها بعد تهديد والد خطيبته بفسخ الخطوبة، ليتعرف على كمال بك "فريد شوقي" وابنته خيرية "ليلى علوي" اللذين يغريانه بالمكوث معهما في الريف، وينتهي الصراع الداخلي بين العودة للحياة إلى المدينة بإغراءتها رغم قسوة العيش فيها، وبين الاستقرار الريفي في القرية ذو الطبيعة الخلابة بالمكوث في الريف إلى جانب خيرية. حصد الفيلم العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثل يحيى الفخراني في مهرجان قرطاج الدولي. "أنا منفعش".. كان رد يحيى الفخراني على مؤلف ومخرج فيلم "للحب قصة أخيرة"، الذي احتل المركز ال60 في القائمة، بمشاركة الفنانة الراحلة معالي زايد، لتخيله أن البطل يشبه "عبدالحليم حافظ" وجاءه رده "أنت اللي هتعمله"، ونفذ ببراعة شخصية "رفعت" المدرس، الذي يصاب بالقلب ويتزوج من "سلوى" الفقيرة والغريبة عن حي الوراق، والتي تخشى عليه من المرض، وتلجأ للتبرك ب"الشيخ التلاوي" و"القديسة دميانة" لينقذا زوجها، وخوفًا عليه يخبرها زوجها بأن التشخيص به خطأ وأنه سليم، وبعد موته تفقد الإيمان بكل رموز الشعوذة وتكسرها. وبسبب مشهد حميمي للفنانة معالي زايد والفنان يحيى الفخراني في الفيلم، تم التحقيق معهما أمام نيابة الآداب، بحسب الناقد محمود الغيطاني، لكن تمت تبرئتهما لأن المشهد كان في صميم العمل.