الوعى بأبسط التعاريف هو الإحساس أو الدراية بالوجود الداخلى والخارجى، وما يزال الوعى أمراً محيراً ومثيراً للجدل؛ كونه من أكثر الجوانب أُلفة وأكثرها غموضاً فى حياتنا. وتختلف الآراء حول ما يحتاج بالضبط إلى دراسة وتفسير باعتباره وعياً. فى بعض الأحيان، يُعتبر مرادفاً للعقل، وفى أحيان أخرى، يُعتبر جانباً من جوانب العقل. وفى الماضى، كان يتمثل ب«الحياة الداخلية» للمرء، وعالم الاستبطان، والتفكير الداخلى، والخيال، والإرادة. قد تكون هناك مستويات أو مرتبات مختلفة للوعى، أو أنواع مختلفة من الوعى، أو مجرد نوع واحد مع سمات مختلفة. ثمة تساؤلات أخرى فيما إذا كان البشر وحدهم واعين أم الحيوانات جميعها أو حتى الكون بأكمله. يثير التباين فى نطاق البحوث والمفاهيم والتكهنات شكوكاً حول ما إذا كان يتم طرح الأسئلة الصحيحة. ضرب الشعب المصرى أروع الأمثلة فى الانتماء والوطنية وحب الوطن مع هذا الاستحقاق الدستورى الأهم، وكان حاضراً بقوة يعبر عن رأيه ويتحمل مسئوليته، وخير دليل على ذلك ما شهدته المشاركة المجتمعية الكبيرة فى انتخابات الرئاسة 2024؛ حيث قام الشعب المصرى بتأدية الواجب بالنزول والمشاركة الكثيفة التى أكدت على الوعى الكبير عند المصريين. ولا بد أن نشيد بمشهد الطوابير التى امتدت أمام اللجان فى العديد من الدوائر، فرغم كبر سنهم ومعاناتهم من بعض الأمراض، فإن كبار السن كانوا فى المقدمة؛ حرصاً على أداء الواجب الوطنى وممارسة حقهم فى المشاركة والإدلاء بأصواتهم، وكذلك السيدات اللاتى كن الحصان الرابح خلال جميع أيام الانتخابات لوجودهن الكثيف، وحرصهن على استخدام حقهن الدستورى والإدلاء بأصواتهن فى جميع اللجان على مستوى الجمهورية، وأيضاً حرص شباب الجامعات على الوجود بقوة، وذوو الهمم كانوا موجودين من بداية أول يوم للانتخابات وحتى آخر يوم قبل غلق اللجان. وهذا يؤكد على وعى الشعب المصرى وتداركه لأهمية الانتخابات الرئاسية، وأنه حريص على المشاركة فى حقوقه السياسية التى كفلها الدستور له. إن هذه المشاركة الكثيفة وغير المسبوقة تؤكد حرص المصريين على أمنهم القومى وقناعتهم التامة بمسيرة البناء والتقدم، وإن تلك المشاركة الكثيفة غير المتوقعة لدرجة مد الوقت بعد الساعة التاسعة لوجود الكثير من المواطنين للإدلاء بأصواتهم داخل صناديق الاقتراع على مستوى محافظات الجمهورية هى رسالة قوية للعالم كله بأن المصريين شعب واعٍ متحضر متمسك بحقوقه الدستورية. وجدير بالذكر أنه يبلغ عدد الناخبين فى مصر أكثر من 67 مليون ناخب، يدلون بأصواتهم فى أكثر من 9 آلاف مركز اقتراع، تضم أكثر من 11 ألف لجنة فرعية، ويشرف عليها أكثر من 15 ألف قاضٍ.