فى كل يوم تدهشنى وتسعدنى رسائل أصدقائى ويزداد يقينى بأن أطفال هذا الجيل يملكون من الوعى والإدراك أضعاف ما نظن، الكثير منا تسكنه مشاعر القلق على مستقبل أطفالنا فى ظل التطور التكنولوجى الهائل والسريع الذى يحيط بهم من إنترنت وتويتر وفيس بوك.. وغيرها من الوسائل التى جعلت العالم قرية صغيرة من الممكن أن يتوه أطفالنا فى خريطتها ويفقدوا بوصلة التواصل بينهم وبين من حولهم.. لكننى مع ذلك أرى نصف الكوب الملىء بزهور الأمل، فاقترابى من عالم الطفل، هذا العالم الساحر الذى أعشقه، جعلنى ألمس عن قرب مدى النضج الفكرى الذى يتمتع به أطفالنا اليوم، وكم المشاعر والأحاسيس الراقية والدافئة التى تملأ قلوبهم لكنها فى نفس الوقت لا تلغى عقولهم، فهم يفكرون ويحللون ويرصدون كل ما تراه عيونهم البريئة الصافية بصدق وشفافية.. ومنتهى أملى أن يجد الأطفال فى صفحة بدأت الحدوتة التى تنفرد بها جريدة الوطن، واحة تضمهم يعبرون فيها بمنتهى الحرية عن آرائهم، ويرسمون على صفحتها لوحات أحلامهم. واليوم أضيف فقرة جديدة للصفحة بعنوان (رأيكم يهمنى) وهى فقرة اقترحها مجموعة من الأصدقاء يناقشون من خلالها القصة التى أكتبها كل عدد، فيحللون أحداثها ويعرض كل صديق ما استفاده من مضمون القصة. فكرة جميلة أدعو كل الأصدقاء للمشاركة فيها بآرائهم ومقترحاتهم فى كل ما ينشر فى صفحتهم التى أتمنى أن تكون البيت الذى يشعرون بين جدرانه بالراحة والسكينة، والنادى الذى يمارسون فيه هواياتهم ويلتقون أصدقاءهم، والمدرسة التى تنير عقولهم بالعلم والمعرفة وتفتح لهم طريقاً لمستقبل مشرق بإذن الله.