تباينت آراء الخبراء حول إمكانية التدخل البري في اليمن، فبعضهم أكد أهمية المشاركة بقوات خاصة للقيام بعمليات نوعية مع مراعاة عدم التوسع في المناطق الجبلية، وآخرين أوضحوا أن طبيعة اليمن الجغرافية تمثل عائقًا أمام طرح فكرة التدخل البري من الأساس، مرجحين تفوق الحوثيين عند نشوب مواجهات مباشرة بين الطرفين. وقال المحلل السياسي اليمني، عبدالله إسماعيل، إن هناك أنباء عن وصول قوات برية إلى عدن، موضحًا أنه في حال التدخل البري ضمن عمليات "عاصفة الحزم"، سيكون التركيز على الانتشار في النقاط القريبة من السواحل اليمنية لحماية مدينة عدن ومضيق باب المندب. وأضاف إسماعيل، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أنه "لن تحاول القوات البرية المشاركة في عاصفة الحزم وتتوغل في المناطق الجبلية، ومن الضروري التنسيق مع اللجان الشعبية والقبائل لأنهم أكثر دراية بطبيعة تضاريس اليمن"، موضحًا أن التدخل البري يستلزم تعاون القوات المصرية والخليجية مع بعض القوات التي أعلنت الوقوف مع شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، قال ل"الوطن"، إن التدخل البري في اليمن صعب للغاية، وهي بلد تعتبر مسرح عمليات جبلي يحكمه الصراع على احتلال القمة. وأضاف رشاد، الذي كان مشاركًا ضمن القوات المصرية في حرب اليمن، أنه في حال تدخل قوات برية، يجب أن تكون القوات مساندة للموقف وليست صانعة له على عكس ما حدث في الستينيات، منوهًا بأن هذا ما أدى إلى هزيمة الجيش المصري هناك. وأكد وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، على ضرورة مشاركة قوات محدودة تنفذ عمليات نوعية وخاصة، لاسيما في المناطق الساحلية، رافضًا أي تدخل بري موسع لطبيعة اليمن الديموغرافية، مشيرًا إلى أن التدخل بقوات كبيرة سيولد كارثة محققة بكل المعايير. وردًا على مؤيدي فكرة مساندة الطيران الحربي لقوات المشاة والمدرعات، قال رشاد، إن الطيران غير مجدي في المناطق الجبلية، موضحًا أن القوات المصرية التي كانت مشاركة في حرب اليمن، استخدمت طائرات من طراز "أليك"، ليتسنى لها الوصول إلى الكهوف وهي طائرات قديمة كانت تستخدم في الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن الحرب في اليمن تحتاج إلى قوات ومعدات خاصة، لافتًا إلى أن الحرب تكون ضد الطبيعة وليست ضد أفراد، وأن القبائل في اليمن هي رمانة الميزان السياسي ولكن المصالح هي من تحكم مواقفها تجاه الطرف التي تنحاز إليه. وعن نتائج التدخل البري في اليمن حال حدوثه، أكد أن النتائج ستكون محدودة للغاية، قائلًا: "تحالف علي عبدالله صالح مع الحوثيين يرجح كفتهم على الأرض"، موضحًا أن الضربات الجوية عامل مساعد وليست عامل حسم، والتمركز على السواحل لن يقود إلى السيطرة على صنعاء. فيما أكد المحلل السياسي اليمني فهد العريقي، أن اليوم قد تغيرت مجريات الأمور بسبب كثافة القصف، ولأول مرة تستهدف تعز التي تعتبر الخزان البشري لليمن، وما حدث من قصف على مدينة صنعاء يساوي كمية القصف على مدار الأربعة أيام السابقة. وأضاف العريقي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، قائلًا: "مناظر مخازن الأسلحة المشتعلة في جبال صعدة والمواطنين المختبئين تحت الأرض في صنعاء يشير إلى احتمالية تدخل بري في اليمن، ومن الممكن أن تكون أحداث اليوم هي تمهيد لدخول القبائل في ساحة القتال بالعاصمة". وتابع العريقي، أنه في حال تدخل بري من قبل القوات المشاركة في عمليات "عاصفة الحزم"، ستجد مشكلات عديدة في بعض المحافظات التي لن تقف اللجان الشعبية بجانبها، موضحا أن أكثر المحافظات التي ستكون مساندة للقوات البرية هي تعز والحديدة والمهرة والأرب والجوف.