«وزارة البيئة تغرق فى بقعة زيت» هذا هو الحال الذى تعيشه الوزارة عقب تسرب بقعة زيت بحجم 6 كيلومترات من أحد مصانع لب الورق بمدينة إدفو الأسوانية إلى مياه النيل، فالبقعة التى تجتاز يومها الخامس تشق النهر شمالاً تعبر محافظة إلى أخرى، بينما تقف الوزارة مكتوفة الأيدى عاجزة عن حصارها و«شفطها». لم تمنع الإجراءات المشددة بقعة الزيت من الانتشار، والانسياب فوق صفحة النهر، متسببة فى توقف محطات مياه الشرب عن العمل، ونفوق الأسماك النيلية، ورغم ذلك فالوزارة لا تزال تؤكد نجاحها فى سحب بقعة الزيت والسيطرة الكاملة عليها. فى غرفة عمليات يقف وزير البيئة متابعاً فشل وزارته فى السيطرة عليها، الدكتور مصطفى حسين كامل، وزير البيئة، إخصائى فى مكافحة الأضرار البيئية، وكان يشغل منصب أستاذ دكتور بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ورئيس قسم الجيوفيزياء بالكلية ومنسق برنامج علوم البترول، وحصل على جائزة البحث العلمى فى جامعة القاهرة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجى عام 2006، وذلك عن دراسة جدوى مشروع «تطبيق خلايا الوقود لتوليد الطاقة فى المناطق التى لا يصلها كهرباء». القرار الوزارى الخاص بإنشاء وحدة للتدخل السريع لمكافحة تلوث النيل بمحافظة الأقصر كان محاولة لمواجهة بقعة زيت راحت تجتاح مياهه، والقضاء عليها، يرى المراقبون أن هذا القرار بمثابة محاولة متأخرة من الوزارة للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه، واستنساخ لنفس طريقة تعامل النظام السابق مع الأمور المشابهة، وذلك بانتظار وقوع الكارثة، ثم البحث عن التدابير الوقتية لحلها. ولد وزير البيئة مصطفى حسين كامل عام 1960 ببنى سويف، وتم اختياره فى 2011 لتولى حقيبة البيئة فى حكومة الجنزورى لتسيير الأعمال، ثم وقع الاختيار عليه ثانية فى أغسطس 2012 ضمن حكومة الدكتور هشام قنديل حاملاً الحقيبة الوزارية ذاتها. درس كامل الجيولوجيا فى كلية العلوم جامعة القاهرة، وقام بتحضير رسالة الدكتوراه فى فلسفة العلوم الجيوفيزيقية، غير أن المؤهلات العلمية التى اتخمت ملفه العلمى لم تُعنْه فى السيطرة العملية على أمتار قليلة من الزيت. تولى الوزير الحالى عدة مناصب فى مجال البيئة، على المستويين الأكاديمى والحكومى، منذ تعيينه معيداً بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم عام 1981، ثم انتقاله إلى قسم الجيوفيزياء، الذى ترقى فيه إلى أن شغل منصب رئيس القسم منذ 2003، وحتى تقلده الوزارة. شغل «كامل» منصب مدير مركز جامعة القاهرة للحد من المخاطر البيئية، ومركز بازل الإقليمى للتدريب ونقل التكنولوجيا عبر الحدود للدول العربية فى أغسطس 2010. بقعة الزيت راحت تستعمر صفحة النيل من الصعيد، متجهة إلى القاهرة، متحدية وزير البيئة، وغرفة عملياته، يقف أمامها هو ومساعدوه رغم خبرته الأكاديمية فى «وقف الكوارث البيئية». مى رضا