انتشرت ظاهرة خطيرة بمدن محافظة سوهاج خلال العامين الماضيين، وهي قيام أصحاب العمارات بتعلية الأدوار بالمخالفة للقانون والرخص وأمام أعين المسؤولين، حتى بلغ عدد مخالفات تعلية الأدوار أكثر من 2000 مخالفة. في البداية يقول ممتاز جورج، موظف بالتربية والتعليم وأحد أصحاب العقارات بمدينة سوهاج، إن الوضع أصبح ينذر بحدوث كارثة جراء قيام أصحاب العمارات بتعلية الأدوار بالمخالفة للرخصة التي منحت لهم، وأمام مسمع ومرأى مسؤولي الأحياء، حيث يقوم صاحب العمارة المكونة من خمسة طوابق بتعلية عمارته إلى ثمانية، بإضافة ثلاثة طوابق إن لم يزد. وأضاف أن الأمر لا يتم اعتباطا بل بالتنسيق مع موظفي الأحياء عديمي الضمير، على حد قوله، الذين يتاجرون بأرواح المواطنين، لأن أساسات العمارات تم تصميمها لتتحمل عدد الأدوار الموجودة في الرخصة، ولكن تعلية العقار بعد ذلك يمثل كارثة قد تقع في أية لحظة. وتابع أن المسؤولية كلها تقع على عاتق موظفي الأحياء الذين امتلأت بطونهم وجيبوبهم بالمال الحرام واستباحوا دم الآخرين، حيث يقوم الفني أو الموظف بالحي بتحرير محضر للعقار بتاريخ قديم حتى يفوت الفرصة على تنفيذ قرار الإزالة، وتكون تسعيرة تعلية الدور الواحد بخمسة آلاف جنيه يأخذها الموظف من صاحب العقار، بحسب قوله. وأكد إبراهيم مندور، موظف، أن شبكة مافيا تدير كل ذلك مع عدد من موظفي الأحياء والمدن، تأصلت داخل الأحياء ومجالس المدن وأصبحوا قوة لا تقدر عليها الجهات الرقابة أو المحافظ أو الشرطة. وأشار إلى أن مقولة "الفساد للركب" في المحليات أصبحت "نغمة قديمة"، حيث أصبح موظفو الأحياء هم علية ووجهاء القوم داخل المجتمع السوهاجي، لأنهم المسيطرون على سوق العقارات بالمدينة ويتحكمون فيها كيفما شاؤوا. وأوضح السيد تمام، صاحب عقار، أنه "في يوم وليلة تتحول العمارة ذات الخمسة أدوار إلى برج عالي الارتفاع"، وأصبح عقاره المكون من خمسة أدوار قزما بالنسبة للبرج الذي أضحى علامة في الشارع الذي يسكن فيه. مضيفا أن المخالفات بلغت حسب ما يتردد في الحي أكثر من ألفي مخالفة تعلية دون قيام الحي بتنفيذ قرار إزالة واحد. ومن جانبه، أكد محمد أبوحسوب، رئيس حي شرق سوهاج، أحد الأحياء التي شهدت هجمة شرسة بتعلية معظم العقارات، أن المخالفات بالحي وصلت إلى أكثر من 500 مخالفة وقرار إزالة، وأن هناك مذكرات من الوحدات المحلية تم إرسالها للقاهرة من أجل تعديل القانون 119 لسنة 2008، الخاص بالمباني، وذلك في محافظتي الأقصر وقنا للعقارات المخالفة. وأضاف أنه يأمل أن يحل المشكلة محافظ سوهاج، الدكتور يحيى عبدالعظيم، خاصة أن هذا الأمر في صميم تخصصه، كونه أحد أكبر أساتذة الهندسة المدنية وعميدا سابقا لكلية الهندسة، وأكثر الناس تفهما للمشكلة بكل أبعادها. وعن وجود تواطؤ ورشاوي في الأحياء ومجالس المدن، أكد أبوحسوب أنه يوجد بالفعل عدد من الموظفين بلا ضمير يأكلون الحرام، مضيفا: "أقول لهم حسبنا الله ونعم الوكيل".