طالب الشيخ فوزى الشربينى، الإمام بأوقاف بورسعيد وعضو «الإخوان»، الذى تعرض للاعتداء من قبل أنصار الشيخ عبدالمنعم عبدالمبدئ أعضاء «الدعوة السلفية» أثناء صلاة عيد الأضحى الماضى، بعدم افتعال أزمة بين «الجماعة» والسلفيين»؛ لأن «البلد مش ناقصة»، على حد قوله، مطالباً أيضاً بضرورة توفير «حصانة» للأئمة حتى يتمكنوا من أداء عملهم، وحمايتهم من المتشددين، وداعياً: «ربنا يهدى كل متشدد». وشدد «الشربينى» فى حواره مع «الوطن» على ضرورة عدم افتعال أزمة بين «الإخوان» و«السلفيين»؛ لأن «البلد مش ناقصة»، على حد تعبيره. * بداية ما طبيعة العلاقة بينك وبين الشيخ عبدالمبدئ؟ - سبق لى أن جالست الشيخ عبدالمبدئ مرات عديدة، وكانت تجمعنى به علاقة طيبة، وكنت أصلى فى المسجد الذى يصلى فيه. * وبم تفسر ما حدث من تعدٍ عليك؟ - هو وسوسة شيطان لا أكثر، أدت إلى ما لا يحمد عقباه، ولكن «الجبهة السلفية» فى بورسعيد استنكرت الواقعة تماماً، واتصلت بى «الجبهة» بالإسكندرية مبدية أسفها لما حدث. * ومن اتصل بك من قيادات «الإخوان»؟ - رغم انتمائى للإخوان، فإن أحداً منهم لم يتصل بى، فلا علاقة لهم بهذا الأمر، والمشكلة بينى وبين الشيخ عبدالمبدئ. * تقصد أن الأمر لن يصل إلى أزمة بين «الإخوان» و«الدعوة السلفية»؟ - أرجو من الجميع ألا يفسر ما حدث على أنه أزمة بين «الإخوان» و«السلفيين» حتى لا تحدث فتنة فى البلد، وتحديداً فى بورسعيد، فهى -بالبلدى كده- «اللى فيها مكفيها»، وعلينا ألا نزيد الطين بلة، ولا بد أن يتم وضع الأمور فى نصابها الصحيح، منعاً للتضخيم ووأدا للفتنة. * وماذا عن تدخل القيادى الإخوانى على درة؟ - هو بالفعل اتصل بى ليلة عيد الأضحى وطلب منى التنازل للشيخ عبدالمبدئ، ليؤدى الصلاة وخطبة العيد فى ساحة مركز شباب الزهور، وأخبرنى بأن مشكلة ستحدث فى حالة عدم تنازلى وتركى للساحة. * وبماذا أجبته؟ - وافقته شريطة أن يتصل ب«الأوقاف» ويخبرها بالأمر ليرفع عنى الحرج والمساءلة عن عدم أداء الصلاة والخطبة. * وماذا كان رد الأوقاف؟ — طبعاً رفضت استبدال أئمتها فى الساحات بآخرين، ولذلك التزمت خوفاً من المساءلة. * وماذا حدث بالضبط فى الساحة؟ — أنصار الشيخ عبدالمبدئ، وعددهم نحو 20 شخصاً، منعونى من إمامة المصلين حتى يؤم هو الصلاة، وبعدها قاموا بالاعتداء علىّ وتوجيه سيل من الشتائم والسباب لى على مرأى ومسمع من الجميع. * هل وقتها قلت إن الصلاة لا تجوز؟ - نعم، قلت ذلك؛ لأن هناك مصلين كانوا متقدمين على الإمام الشيخ عبدالمبدئ. * وماذا عن «إمامة الغاصب»؟ - «إمامة الغاصب» حرام شرعاً، فضلاً عن كونها إساءة بالغة للإسلام والمسلمين. * ألم يتصل بك الشيخ عبدالمبدئ حتى الآن؟ - لا، حتى الآن لم يتصل بى. * وكيف كان تصرفك بعدها؟ - توجهت إلى «مستشفى الزهور»، وتم كتابة تقرير طبى بالاعتداء علىّ، وبعدها توجهت لتحرير محضر بقسم الشرطة برقم 7840 ضد الشيخ عبدالمبدئ، واتهمته بمنعى من أداء عملى فقط؛ لأنه لم يعتد علىّ، بل أنصاره فعلوا. * وماذا عن موقف وزارة الأوقاف؟ - هذا حق الوزارة، والمشكلة حالياً ما بين «الأوقاف» ومن افتعل الأزمة فى صلاة عيد الأضحى. وعلمت أن الشيخ محمد عبدالرازق، وكيل الوزارة لشئون المساجد والمفوض بإدارة الوزارة، طلب تقريراً عن الواقعة، وذهبت أمس إلى مديرية أوقاف بورسعيد بعدما تم استدعائى للتحقيق معى فيما حدث. * وماذا قلت فى التحقيق؟ - لم اتهم الشيخ عبدالمبدئ بأى شىء، وإنما قلت إنه منعنى من أداء عملى والإساءات جاءت لى من أنصاره وليس منه، وعلى «الأوقاف» ألا تفرط فى حقها. * وما المطلوب من «الأوقاف»؟ - نطالبها بحماية الأئمة وتوفير حصانة لدعاتها، فهم ليسوا أقل من القضاة؛ لأن الواقعة ستتكرر مرات عديدة إن لم يتم اتخاذ موقف حاسم حيالها على مرأى ومسمع من الجميع، خاصة أن الوقت الراهن يشهد انفلاتاً، وقد استغل البعض الحرية بشكل سلبى و«ربنا يهدى كل متشدد». * وماذا عن موقف زملائك من الدعاة وأعضاء «نقابة الدعاة المهنية»؟ - اتصلوا بى من كل مكان، وقالوا إنهم لن يسكتوا على ما حدث، لأنه تطاول على جميع الأئمة، وسينظمون وقفات احتجاجية للتنديد بما حدث، وللمطالبة بحماية الأئمة.